رأي

الصادق العثماني: لا نجعل من صيامنا وصلاتنا مطية للمزيد من ظلم الناس

إن طبيعتنا البشرية تدفعنا إلى ارتكاب الأخطاء، كما تدفعنا إلى ارتكاب الذنوب المحيطة بنا من كل جانب؛ ذنوب اللسان، ذنوب السمع، ذنوب البصر، ذنوب القدم، ذنوب البطن والفرج..

هذه الذنوب تجتمع ساعة بعد ساعة، ويوما بعد يوم فتصبح قناطير مقنطرة من السيئات والذنوب والآثام لا يعلمها إلا الله وحده، ربما تحتاج الى العشرات من الشاحنات لحملها؛

مع العلم ان الإنسان في هذه الحياة كمثل جندي في معركة، لا يدري في أي ساعةٍ يمكن ان تأتيه رصاصة او تنفجر فيه قنبلة، ولأن الحياة ملأى بالذنوب، فإن الله تعالى بعطفه ورحمته على عباده جعل من بعض الفرائض المكتوبة، ومن بعض أعمال البر والإحسان، كالصدقة على الفقراء واليتامى والمساكين وغير ذلك من الأعمال الصالحة، قلت جعل الله من هذه الأعمال والشعائر الدينية غسالة تنظيف، يغسل من خلالها ذنوب عباده ويغفر لهم ويتوب عليهم، إنه هو التواب الرحيم؛ لكن علينا أن ننتبه بأن الخطأ مع الله تعالى مغفور- إن شاء الله- إن طلبت منه التوبة فهو غفور رحيم..

أما ارتكاب الأخطاء مع عباده وظلمهم والسخرية منهم والكذب عليهم وأخذ حقوقهم وعرق جبينهم فهو شديد العقاب، إن لم تبادر بتنظيف اسمك أو دفع ما في ذمتك من حقوق مالية أو معنوية؛ لهذا لا نجعل من صيامنا وقيامنا وصلاتنا وسجودنا وركوعنا مطية للمزيد من ظلم الناس وقتلهم وتكفيرهم وقهرهم وأخذ حقوقهم، على اعتبار أن صيام رمضان سيمسح لنا جميع ذنوبنا.