مجتمع وحوداث

مركز طمر وتثمين النفايات المنزلية بتاوريرت.. مشروع واعد للمحافظة على البيئة

كفى بريس (و م ع)
بإقليم تاوريرت، وعلى مساحة إجمالية قدرها 22 هكتارا، تم إنجاز مركز لطمر وتثمين النفايات المنزلية، والذي يعد مشروعا بيئيا هاما وواعدا من شأنه المساهمة، بشكل كبير، في تدبير النفايات والمحافظة على البيئة.

ويأتي هذا المركز ذي البعد الإقليمي، المندرج في إطار تفعيل البرنامج الوطني للنفايات المنزلية، وإغلاق وتأهيل المطارح العشوائية بمدن الإقليم، تتويجا لمسار من المجهودات المتواصلة لجميع الشركاء المؤسساتيين لتفعيل استراتيجية الانتقال البيئي بالإقليم، الرامية إلى تأهيل وتطوير أنظمة معالجة النفايات المنزلية وفقا للمعايير الدولية والوطنية المعمول بها.

وقد تم إنجاز هذا المشروع، الذي شُرع في استغلاله في فبراير المنصرم، من طرف مؤسسة التعاون بين الجماعات “التعاون للمستقبل” لتاوريرت، وبشراكة مع وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات الترابية)، وعمالة الإقليم، بغلاف مالي يقدر بـ 25,8 مليون درهم.

وموازاة مع افتتاح هذا المركز، تم إغلاق المطرح القديم للنفايات بتاوريرت، الذي تم تأهيله وتهيئته واستغلاله بتكلفة إجمالية قدرها 30,6 مليون درهم، وعلى مساحة 22 هكتارا، خلال الفترة ما بين 2019 و2024، وذلك من خلال، على الخصوص، تجميع كل النفايات المنزلية والأخرى المماثلة المتراكمة طيلة عقود لمدة سنة كاملة، واستيعاب النفايات الجديدة بالحاضنة الموقتة الملحق بها حوض العصارة المنجزة، وذلك لمدة تقارب ثلاث سنوات.

وجرى إغلاق هذا المطرح بشكل نهائي بعد القيام بعدة مراحل استمرت على مدى أربع سنوات، ويتعلق الأمر أساسا بتجميع وطمر النفايات المتراكمة لسنوات، على مساحة نهائية تقدر بـ 3,5 هكتارات، وذلك على شكل ربوة، قبل أن يتم تشجيرها وفق المعايير التقنية المعتمدة دوليا، مما يمكن من حجب جميع التأثيرات السلبية لهذه النفايات سواء على الفرشة المائية أو التربة أو الهواء.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس قسم التعمير والبيئة بعمالة إقليم تاوريرت، عبد العزيز البلغيتي، إن هذا المركز الإقليمي، الذي يستقبل نفايات 14 جماعة ترابية بالإقليم، تم إنجازه في إطار تفعيل استراتيجية الانتقال البيئي بالإقليم، والمخطط المديري لتدبير النفايات المنزلية والنفايات المماثلة لها.

وأوضح البلغيتي، أن هذا المشروع يروم فرز النفايات وتثمينها، بشكل يستجيب لمعايير حماية البيئة، مشيرا إلى أنه سيتم في الشطر الأول منه المخصص له مساحة تقدر بـ 8,6 هكتار، استقبال النفايات المنزلية ووزنها وتسجيلها ثم طمرها في إطار عملية تقنية تحرص على معالجة عصارة هذه النفايات ضمن حوض مخصص لذلك، حيث ستتم هذه العملية لمدة ثلاث سنوات قبل إنجاز حاضنة إضافية.

من جانبه، أشار المهدي أحجري، تقني بالشركة المشرفة على تهيئة واستغلال مركز طمر النفايات بتاوريرت، إلى أن المركز يعمل على استقبال شاحنات جمع النفايات ووزنها وتسجيلها قبل أن تفرغ العصارة التي يتم تجميعها بحوض خاص، فيما يتم وضع باقي النفايات في حاضنة تتوزع إلى مجموعة أحواض قبل أن يتم طمرها بشكل يستجيب للمعايير المعتمدة.

وأضاف أحجري أن من شأن هذا المركز، الواقع على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة تاوريرت، والذي سيتم استغلاله لمدة 20 سنة، الوقاية من أضرار النفايات والحد من تأثيرها على البيئة والفرشة المائية.

وقد تم إنجاز الشطر الأول من المركز على مساحة تقدر بـ 8,6 هكتارات، من ضمن المساحة الإجمالية المخصصة له، والذي سيتم استغلاله لمدة تصل إلى أربع سنوات. كما ستشهد الأشطر الموالية إنجاز بنيات الفرز والتثمين إضافة إلى توسعة حاضنات الطمر وأحواض العصارة.

وسيمكن المركز، من بين أمور أخرى، من تنظيم عمليات جمع النفايات ونقلها ومعالجتها والتخلص منها بطريقة عقلانية من الناحية الإيكولوجية، ثم تثمينها عبر فرزها وإعادة استعمالها أو تدويرها، إضافة إلى استغلالها في إنتاج الأسمدة.