فن وإعلام

التكريمات في المهرجانات.. فقرة مبتذلة بلا وزن ولا قيمة

فؤاد زويريق (ناقد سينمائي)

فقرة التكريمات في المهرجانات السينمائيات المغربية أصبحت فقرة مبتذلة بلا وزن ولا قيمة، مثلها مثل كلمة ''الدولي'' التي أصبحت تُرفق بالكثير من المهرجانات وكأنها المفتاح السحري للكثير من الأبواب المغلقة، حتى أصبحت بعض ملتقيات تصدير الحوامض، ومهرجانات تربية الدواجن، السينمائية طبعا تُرفقها باسمها وبالخط العريض كنوع من استعراض العضلات، أغلب المهرجانات المغربية أصبحت توشح نفسها بها، حتى تلك التي تنظم داخل الكهوف والجحور، على العموم لا مشكل إن عمّت خَرَتْ. 

المهم دعونا نعود الى فقرة التكريمات التي أصبحت الكثير من المهرجانات تتفن فيها، وتتنافس فيما بينها ليس من أجل تكريم من يستحق، بل من أجل تكريم من لا يستحق، وهكذا أصبحت لدينا تكريمات هجينة، تكريمات شللية، تكريمات بلا قيمة ولافائدة، على كلٍّ فتكريم شخصية ما في مهرجان ما يحترم نفسه يعتمد على معايير وشروط معقدة وليس كما اتفق، وهذا يرجع الى التاريخ الفني والسينمائي لهذه الشخصية ومدى تأثيرها وفعاليتها في هذا المجال، وتُقام لمثل هذه الاختيارات لجان تختار المكرّم حسب معايير معينة، وليس رئيس أو رب المهرجان هو الذي يختار حسب ميولاته وأهوائه وعلاقاته، فاختيار شخصية معينة لتكريمها هو بمثابة شكر وعرفان وتقدير لمسيرتها وتاريخها ولكل ما قدمته في مجالها، لكن ما نراه نحن في الكثير من التكريمات عكس ذلك تماما، وفي الأخير لا يسعني إلا أن أقول ما هكذا تكرّم النعاج أيها السادة، عفوا، أقصد ما هكذا تورد الإبل.