قضايا

في المغرب وحده يتوحدون على حب ملكهم ووطنهم المقدس

محمد السبوعي رئيس تحرير جريدة القرار التونسية

في المغرب وحده لمست التصاهر و الانصهار بين مكونات جميع القبائل المغربية عربا و أمازيغ..يتوحدون على خياراتهم وحب ملكهم ووطنهم المقدس، فالعبث بالوحدة الترابية هناك جريمة لا يغفرها مغربي قط.

...وقديما قالت العرب :
أنج سعد فقد هلك سعيد، و هلك العراق، و هلكت سوريا، و هلكت تونس.. و لم تهلك مصر، و لن تهلك المغرب...

تقول الأسطورة في بلادنا إن رجلا يدعى محمد البوعزيزي كان خريج الجامعة التونسية العريقة، و كان بارّا بوالدته لا يضربها إلا قليلا،و لم يكن يشرب الخمور و المسكرات، بل كان يتناول القليل من كحول الوقود الممزوج بشيء من الكوكا كولا ....

و كان طيبا القلب حتى إن الشيخ راشد الغنوشي رفض الترحم على روحه.. ولا إله إلا الله....

لن يهلك المغرب لجملة من الأسباب لعل أهمها ذكاء المغاربة الفطري... و ما تعرضوا له من محن و غزوات عبر تاريخهم و ثقتهم في ملكهم الشاب، و محبتهم له... وهي أشياء لمستها طيلة زيارتي للمغرب الشقيق سواء في الداخلة عروس الصحراء المغربية.. كعضو لجنة تحكيم مهرجانها الدولي للسينما، أو كضيف على مهرجان زاقورة الدولي لسينما الصحراء، أو في بيوت إخوة لي في الدار البيضاء كوحيد نور الدين، أو في الرباط في بيت إخوتي عبد الواحد مجاهد، وعبد الإله الجوهري، أو على ضفة المحيط عند محمد عريوس سيد الشمال...

و في المغرب وحده لمست التصاهر و الانصهار بين مكونات جميع القبائل المغربية عربا و أمازيغ .. شمالا.. وجنوبا...شرقا وغربا..يتوحدون على خياراتهم وحب ملكهم ووطنهم المقدس، فالعبث بالوحدة الترابية هناك جريمة لا يغفرها مغربي قط.

يقول جيوفاني دونيني  الأكاديمي الإيطالي المعروف و المستشار في معهد روما لدراسات الشرق في كتابة الأقليات في منطقة المتوسط:" إن هذه السياسة الرامية إلى التفرقة و إلى تغذية التعارض بين الفئات العرقية ( أو العرقية اللغوية) البربرية و الفئة العربية بلغت أوجها في ذلك الظهير الشهير لسنة 1930 الذي منح إلى بربر المغرب وضعا قانونيا منفصلا.

ثم تم الحرص أيضا على إكسابه ركيزة علمية, فتم حث علمي الأنتروبولوجيا و الأتنوغرافيا الفرنسيين على صياغة تصنيفات صدفويّة مثل تلك التي صاغها ديمولان (Desmoiulins). وهكذا تم ترقية بعض المسلمات إلى مرتبة "العقيدة".

من ذلك مثلا أن البربر و أجدادهم هم من البيض و أنهم يتميزون عن العرب بلحمتهم العرقية و بخصوصيتهم و حتى بتفوقهم ،و هذا الأمر تثبته بكل وضوح، أشكال تنظيمهم الاجتماعي و هي أشكال أكثر ديمقراطية و تقدمية (فباختصار لنقل "أوروبية" أكثر" ) كما تثبته الصفة – التي زعم انها عرقية – المميزة للنّزاعات القائمة بينهم و بين العرب.
بيد أنّ الأمر يتعلق في الحقيقة بالتنافس على الحكم. فهكذا تم الحرص من ناحية على تضخيم مقاومة شمال افريقيا للتوسع العربي خلال القرن السابع, و من ناحية أخرى على التأكيد على هشاشة أو ضعف نشر الإسلام بالمنطقة و هذه السياسة الفرنسية التي غذت اصطناعيّا التعارض بين هذين القسمين من السكان, لم تتحقق مع ذلك سوى نجاحا جد محدود...

و أقول للمتشبثين بحكاية سماك الحسيمة إن لله رجال... و إن للمغرب  أسود .
حفظ الله مغربنا الحبيب...