رأي

محمد سراج الضو: شكرا كورونا لأنك فتحت أعيننا أن الله ليس في المساجد وإنما في المستشفيات ودور الرعاية ومراكز الأبحاث

لو جربنا الحبة السوداء على مريض كورونا ولم تنفعه أو تشفيه، فماذا سيكون موقفك من حديث ( الحبة السوداء شفاء من كل داء ) .. ستجد له مبررا بالتأكيد.

‏‎كورونا كشفت أخلاقيات الكثيرين وعقولهم، هناك من هم إنسانيون يساعدون الغير ويتضامنون، وهناك عقول وظفت الدين لتمرير افكارهم المريضة، مرة يحولون كورونا إلى جندي مرسل من الله للإنتقام من الكفار، ومرة يتحول ليصبح عقاب لنا لأننا مقصرين .. 

أنظر إلى صفحات المشايخ بعد إغلاق المساجد وصراخهم إن الله غاضب من ذلك وسينتقم منا،

لمنعنا الناس من التجمع في المساجد .. شكرا كورونا 

..شكرا كورونا لأنك فتحت عيوننا على أن الله ليس في المساجد، وأن الله في المستشفيات ودور الرعاية ومراكز الأبحاث، التي تبحث عن علاج لتنقذ البشر وليس في منبر للصراخ والدعاء على الناس بالهلاك والانتقام ..

وبدل إقامة حفلات لتحفيظ القران وحفلات للتغني والتجويد،

وفقه العلوم الغير النافعة،علموا ابناءكم العلوم النافعة لفتح مراكز الأبحاث لأنها هي من تسهم في تقدمنا وحمايتنا بدل الجلوس وانتظار الدواء من الآخرين ..

كورونا اثبت لكم أن عدد المستشفيات يجب أن يكون أضعاف عدد دور العبادة وأن تبرعاتكم ومساهمتكم في توفير غرفة عناية مركزة، أفضل ألف مرة وأكثر ثوابا من التبرع لبناء مسجد أو كنيسة، وأن الفيروس لن يحترم دينك أو مذهبك ولكنه سيحترم مناعتك ووقايتك، ولن يخشى الفيروس دعاءك أو أذكارك ولكنه سيختفي بعد لقاحك ودواءك