تحليل

إنه وطني... مغرب الاوفياء

عبد العزيز المنيعي

مسني بعمق قرار كل مكونات الشعب المغربي، بكل طبقاته وفئاته، المساهمة في الصندوق الخاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا، الذي بادر الملك محمد السادس لإعطاء تعليماته السامية من أجل إحداثه الفوري.
وأذكر قرار الطبقة العاملة بالخصوص، لأننا جميعا نعلم أن راتب العامل المغربي بالكاد يكفيه أو ربما يترك فجوة شهرية في مصاريف اليومي، ورغم ذلك يقرر هذا العامل بكل روح وطنية تضامنية أن يتبرع بأجرة ثلاثة أيام لفائدة الصندوق.
إنه كرم أخلاقي قبل أن يكون كرما ماديا ملموسا، كما هو الحال مع كل مكونات الشعب المغربي التي كشفت المحنة عن معدنه الأصيل الذي لا يصدأ... الكل دون استثناء تسابق إلى إعلان تضامنه والمساهمة بما تيسر له لمواجهة هذه الجائحة.
نجد انفسنا في خضم المحنة، ونحن نعيش الترقب والحرص على السلامة، نعيش أيضا لحظات "فرح" بما جادت به نفوس المغاربة من كرم اخلاقي وإنساني نبيل، كرم تجاوز سقف المتوقع وفاق التوقعات وتماهى مع روح المواطنة الحقة.
كل الفخر لنا نحن أبناء هذا الوطن المعطاء، أبناء الأسلاف الذين أورثونا كرمهم، أبناء الأفق المفتوح على التاريخ، يسجل لحظته بمداد السخاء والبذل والتضحية.
كل الفخر لنا في مملكة يمد فيها الملك يده ليكون اول من يساهم ويسهر ويتابع ويباشر العمل من أجل صالح الوطن والمواطن..
كل الفخر لنا أن نكون أبناء هذه البقعة الخالصة لوجه الوفاء، التي تسمى المغرب..