قضايا

المناضلون الحقيقيون... ممرضة تشتاق لأبنائها و جيش و امن يسهرون الليل لمواجهة وباء " كورونا"

عبد العزيز المنيعي

المناضلون الحقيقيون، لا يحتجّون في الشوارع، و لا يحملون لافتات، ولا يعقدون ندوات صحفية، ولا يلبسون بذلات انيقة أو كسوة من زمن "الكداحة" المفتعلة، لا يعلقون على باب مكاتبهم إسم الجمعية أو المنظمة أو المؤسسة.
المناضلون الحقيقيون، يلبسون زيا رسميا قبعة وحذاء قويا، ويعلقون شارة الجيش أو الشرطة أو الدرك أو القوات المساعدة. ويسهرون ليل نهار دون بهرجة ودون أضواء، في ظلام ليالي الوباء ينيرون نهار الأمل..
المناضلون الحقيقيون، يرتدون وزرة بيضاء ويضعون كمامة على أفواههم ويتربصون بالوباء يتفحصون وجوه المرضى ويجسون نبض قلوبهم ويقيسون حرارتهم.
هؤلاء في الصفوف الأمامية معهم أخرون كثر في مختلف الوظائف والمناصب، أساتذة صحافيون عمال نظافة مقدمين وشيوخ، يجوبون شوارع المدن والقرى في سبيل حماية المواطن من نفسه قبل حمايته من الوباء..
هذه الكلمات أثارتها شهادة رئيسة قسم انعاش "كوفيد19"، بمستشفى مولاي عبد الله بسلا، شهادة ختمتها بالدموع ليس خوفا أو رهبة من الوباء، بل شوقا لحضن أبنائها الذين تركتهم لأيام في البيت.
الطبيبة سكينة الصايل أيقظت الوجع الإنساني، اكدت أن كورونا قادر على إصابة العواطف مثل الأجساد، بكت بحرقة وعبرت عن اشتياقها لأبنائها، وأبكت الكثير ممن تابعوا تصريحها على القناة الثانية..
الطبيبة لم تنس واجبها، والتمست من المغاربة البقاء في منازلهم، حرصا على سلامتهم، إلى حين انتهاء فترة الطوارئ الصحية، حتى لا يصابوا بالفيروس..
أمثال الدكتورة سكينة الصايل كثيرون... مناضلون حقيقيون في زمن "كورونا"..