رأي

محمد بطاش: في الحاجة الى ثقافة جديدة بعد أزمة " كورونا"

سيتأكد دور الدولة والمجتمع بعد مرور أزمة كورونا في صياغة ثقافة جديدة التي ستحدد أدوارا مهمة في توسيع قاعدة الاقتراحات ، و الضغط الذي ستمارسه السلطة و المجتمع معا لمأسسة مسار انتقال جديد في العلاقة بينهما ، بإحداث تغيرات على مستوى فهم مجموعة من القضايا التي كانت تشكل طابوها أو عائقا سياسيا، لكنها أساسية في صنع مناخ سياسي أكثر استقرارا، كما ستعمل النخبة الجديدة على إعطاء أولويات مطلقة لتسويات بين كل الحركات والتنظيمات والسلطة لتضع مجموعة من التطبيقات للحفاظ على دينامية المجتمع و استثمار حالته الممانعة التي اكتسبها بعد الوباء، لتقوية تجانسه وإرادته والتخلص من الهيمنة الوهمية التي تحول دون تحقيق التغيير المنشود ، واتساقا مع ماعرفه العالم من تحول وما أملته الحاجة الوطنية من اجتهادات في اتخاذ مجموعة من القرارات، ورزمة من الإجراءات إثر الوباء في ظرف وجيز ،جعل المجتمع يعيش حياة غير مألوفة.
بناء على  هذا فهي مناسبة يجب على الدولة مراجعة فيها الاختيارات السياسية في بعض القطاعات الاجتماعية من حيث الأولويات، منها التعليم بغية مواكبته لكل الظروف المختلفة وتجويد خدماته ، كما أبانت الحاجة الملحة للتعلم عن بعد في هذه الظرفية الصعبة الذي لعب دورا أساسيا حفاظا على إيقاع الزمن المدرسي بأقل الخسائر، لذلك يجب أن يحظى هذا القطاع باهتمام خاص بسن سياسة تعليمية تتجاوز منطق الإنصات و الحوار إلى المشاركة الفعلية في الاختيار، والبحث عن الحلول المناسبة لوضع آليات من أجل تحسين أداء التعليم في الأزمات وغيرها وجعله مجالا خصبا للاجتهادات في نوعية مناهجه من ممارسة مهنية تقوم على اعادة  فهم العلاقة بين الاستاد والمتعلم في منظومة جديدة نوعية، وانتاج علاقات بيداغوجية مرنة مواكبة من خلال نقل البرامج التعلمية من المؤسسات الى اماكن متفرقة، بغية مساعدة المتعلمين على بناء تعلماتهم بشكل يضمن استمرارية تحصيلهم وديمومة  طبيعة الفعل التعليمي،  من أجل مواطن مفعم بروح المسؤولية و الإلتزام مساهما في تنمية وبناء وطنه وفي تجاوز أزماته  بكفاءة وعدالة.