تحليل

حكومة العثماني في زمن كورونا.. غياب أم جُبن؟

نور الدين اليزيد

جائحة كورونا عرت على كثير من الأكاذيب... من ذلك حقيقة "قوة" الحزب الأغلبي "الحاكم" "الإسلامي" الذي يترأس الحكومة..
أين رئيس الحكومة سعد الدين العثماني من أزمة الوباء؟ هل رأيتموه يخرج للميدان ويلبس كمامة طبية ووزرة واقية ويمشي بين الأطباء والممرضين عبر ممرات أحد المستشفيات التي تأوي مرضى الفيروس؟ أو هل رأيتموه يخرج ليلا ليصافح الجنود وحراس الأمن والدرك المرابطون ليل نهار في الشوارع والدشور والدواوير؟
وما ينطبق على العثماني يسري على باقي وزراء حزبه الذين لم نسمع لهم صوتا، غير صوت عبد القادر اعمارة وهو يؤكد لنا فقط أنه ما يزال في حالة صحية جيدة بعدما أصابه المرض (شافاه الله)، ودون أن تعلن وزارته خطة فعالة تجنب مهنيي قطاع النقل الإفلاس في زمن حالة الطوارئ، وباستثناء عزيز رباح الذي قام بزيارة خاطفة إلى  المحمدية قُبيل فرض الحجر الصحي ليخبر الناس أن الوقود وغاز البوطان سيستمر في الضخ عبر المحطات ونقط التوزيع، قبل أن يختفي هو الآخر عن الأنظار، دون أن يكلف نفسه الاجتماع مع مستغلي مرفق توزيع الماء والكهرباء بمختلف المدن الكبرى، ومع مسؤولي المكتب الوطني للماء والكهرباء، ليحثهم على النظر في فواتير استغلال هذين المادتين الحيويتين!
أين وزير التشغيل الذي يجد الوقت ليخرج بشكل يومي تقريبا للتبضع من مرجان حي الرياض وسط العاصمة، دون أن يجد الوقت ليتفحص سجلات صندوق الضمان الاجتماعي ويطلع عن الحجم الهائل للمأجورين الذين بعد فترة الطوارئ سيجدون أنفسهم في الشارع بدون عمل، وبعدما تمر هذه الثلاثة أشهر التي سيتقاضون مقابلها تعويضا؟
أين هؤلاء وأين رئيسُهم في الحكومة الذي يكتفي بترديد ونقل ونشر ما تقدمه وزارة الصحة من اخبار حول الجائحة، في مشهد يشبه مشهد التلميذ الكسول داخل فصل في يوم الامتحان ولا حول له ولا قوة على مواجهته؟
بغض النظر عن كون العمل الحكومي الراهن تجسده وزارة الداخلية ووزارة الصحة وقرارات لجنة اليقظة، من منطلق طبيعة الظرف الراهن، وعلى أساس أن الخطة يشرف عليها ملك البلاد، إلا أن ما تم تسجيله هو عجز رئيس الحكومة وباقي وزرائه، بدون استثناء، وعدم قدرتهم على إظهار الكفاءة اللازمة ليكونوا في مستوى هذا التحدي. واتضح جليا أنهم مجرد وزراء وحكومة واجهة، لا تجيد غير ترديد لغة الخشب أمام الكاميرات..
هل هو الجُبن والخوف من الموت أم أنه الإقرار بصورية تواجدهم وكونهم مجرد أعباء على الخزينة العامة وعلى جيوب المواطنين؟
مجرد سؤال وتساؤل بريء وخليونا ساكتين..
# خليك فالدار # خليك فدارك
# معا ضد كورونا