قضايا

حين تجلد سياط "جند" الله أتباع الجماعة

إدريس شكري

عندما سجّل المغرب أولى حالات الإصابة بفيروس "كورونا"، ظهر الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، أحمد العبادي، في شريط فيديو، يزعم فيه، وهو في الحجر الصحي، الذي فرضه على نفسه، بمقر إقامته بسلا، أن "الفيروس" جند من جنود الله، في تناقض صارخ بين سلوكه بامتثال إلى قانون الطوارئ الصحية وبين خطابه، الذي يغذي به عقول أتباع الجماعة، إن كانت لهم عقول يعقلون بها.

و لأن بعضهم صدق الرجل، الفقيه، الذي لا يفقه في السياسة، و اعتبر أنه في منأى عن سياط جند الله، و لن يصيبه سهم الوباء، معتقدا أن انتماءه للجماعة، واعتقاده بخرافاتها سينجيه من الإصابة، فقد وجد عدد من مريدي العدل والإحسان أنفسهم ضحية " الفيروس"، يعانون ويكابدون بين أيادي الأطر الصحية، التي تبدل قصارى جهودها لأنقاد حياة المرضى، حتى يعودوا معافين إلى ذويهم، ومنهم رجل بمراكش خرج طلبا للرزق على متن سيارة أجرة، بعد أن صدق كلام الشيخ أحمد العبادي، فالتقط العدوى و التقطها معه أخوه، ولم يجد أمامه إلا الأطباء والممرضين، الذين يتولون أمره أملا أن يتجاوب جسمه مع الأدوية.

لم ينج محاميا بسطات قضى سنوات يرافع دفاعا عن  عبد السلام ياسين من الإصابة، و هو يعيش اليوم في حالة حظيرة في غرفة الإنعاش بمستشفى الحسن الثاني بالمدينة.

و كنا نود أن نرى قطاع أطباء العدل والإحسان، ينزل إلى المستشفيات، من أجل مد يد العون للأطقم الطبية والتمريضية، و تعزيز قدرات المستشفيات في مواجهة الجائحة، لكن يبدو وكأن الأرض ابتلعتهم، فقد دخلوا جحورهم مختفين، هم الذين تعودوا أن يجلدوا الرأي العام، في كل مرة، بالبيانات الفارغة.

إن المعركة التي يخوضها المغرب، حاليا، هي معركة العلم، وهي معركة يخوضها  "المخزن" بثقة وشجاعة، أظهرت أن جبل المغرب لا تهزه رياح الإدعاء الكاذب.

و الواقع أن فيروس "كورونا" هزم العدل والإحسان، وكشف عن وجهها البشع، وخطابها المزدوج، الذي يلعب على مشاعر فئة لا تزال تصدق بـ "القومة"، التي لم تقم.

و كان المغاربة يودون أن يروا قطاع أطباع العدل والإحسان، يصدرون بلاغا يعلنون فيه تعبئتهم في هذا المجهود الوطني، على الأقل لمعالجة، الذين يقاسمونهم، نفس الأوهام، لكن للأسف، لا هش ولا نش.

و في مدينة كالدار البيضاء حيث يتركز قطاع أطباء وممرضي الجماعة لم يتطوع إلا خمسة، وضعوا طلباتهم أمام هيئة الأطباء.

و للأسف الشديد أن إحدى الطبيبات من "أعيان" القطاع النسائي أو "تنظيم المؤمنات" والمقربة من نجلة الشيخ المؤسس نادية ياسين أرسلت طلبا رسميا إلى هيئة الأطباء تطلب إعفاءها من العمل في المستشفيات العمومية بمبرر أنها مريضة، وتركت كاتبتها في عيادتها الطبية في الدار البيضاء تواجه المرضى من أجل إبعاد كل طالب للفحص الطبي يشتبه في حمله لفيروس "كورونا".

إن المغرب يخوض المعركة، و سينتصر فيها ، لا محالة، وستجدون أنفسكم بعد نهايتها: " لا في العير ولا في النفير".

ولقد وفر لذلك كل أسباب الانتصار، أما جماعة العدل والإحسان، فقد جمعت كل عوامل الفشل، وسيعجل الوباء باختفائها من على وجه الأرض.