قضايا

"لوكنار اونشني" تخرح عن مسارها الساخر و تضع فاصلة إعجاب بقرارات الملك في مواجهة " كورونا"

عبد العزيز المنيعي

انضمت الصحيفة الفرنسية الساخرة الشهيرة Le Canard enchaîné، إلى جملة المنابر الإعلامية الدولية التي تحدثت بإسهاب وإعجاب عن النموذج المغربي في مواجهة جائحة فيروس كورونا.
الصحيفة الفرنسية، غادرت منصة السخرية وأشادت بما يلزم من جدية وموضوعية، بالمغرب الذي تمكن تحت قيادة الملك محمد السادس من أن يعطي القدوة في تدبير أزمة انتشار الوباء، الذي أنهك العالم وأوقف عجلة الإقتصاد وخلخل موازين شتى.
وكان مقال Le Canard enchaîné الصادر في عددها الأسبوعي الأربعاء، 15 أبريل الحالي، بمثابة قراءة عاشقة لمسار المغرب منذ أن اجتاح فيروس كورونا العالم، مما يشكل استثناءا في مسار الخط التحريري للصحيفة التي اشتهرت بانتقاداتها اللاذعة وهجومها في احايين كثيرة على دول وأفكار ومؤسسات.
 لكن عدد الأربعاء، فعلا كان فاصلة إعجاب في جملة الصحيفة منذ نشأتها، حيث اختصر مقالها المسافات التعبيرية بجمل مركزة وبليغة المعنى والمبنى، عندما قالت في مستهله "هناك بلد على بعد أقل من ساعتين بالطائرة من باريس حيث ارتداء القناع إلزامي. وحيث تكون الأقنعة معروضة للبيع على رفوف جميع محلات السوبر ماركت مقابل مبلغ متواضع يبلغ ثمانية سنتيمات يورو". هذه الجملة وحدها كانت كافية لتحيل على مجمل التدابير والإجراءات الوقائية التي اتخذها المغرب بتعليمات سامية من الملك محمد السادس.
بإختصار، "لوكانار أونشيني" سبحت في بحر التميز المغربي، وهو يواجه أحد أفتك الفيروسات التي تحولت بعد الإطاحة بعدد كبير من الارواح عبر العالم، إلى وباء حقيقي عجز امامه العالم ووقف مشدوها مندهشا من حجم ضعفه، امام كائن غير مرئي. وحده المغرب، وهو ما يفهم من مقال الصحيفة، تمكن من السيطرة على انتشاره في ظرف زمني وجيز، وتمكن من حصر ضحاياه في عدد ضئيل مقارنة مع الجيران، ومع بلد الصحيفة ذاتها أي فرنسا.
الصحيفة الساخرة، عبرت فوق محيطات النموذج المغربي، وتوقفت بتملي وتأمل عند مسالة توفير الأقنعة والكمامات الواقية، وقالت ما معناه، "الكل مجهز بالأقنعة، وهو ما يجعلك تحلم به في فرنسا"..
الصحيفة تشير هنا إلى التماهي بين الشعب ومسؤوليه، من عاهل البلاد الذي ظهر بالكمامة الواقية ليعطي القدوة، إلى كل المواطنين مرورا بالوزراء والمدراء وكل من يتحمل المسؤولية... هذا التماهي الذي أعطى البعد القيمي للمغرب كبلد تتجاوب فيه القيادة مع القاعدة.
ولم تغفل الصحيفة نهجها الساخر، حين ذكّرت بقرار الحكومة الفرنسية سنة 2013 والقاضي بتدمير كل الأقنعة الواقية، وهنا قالت دون تردد "لا يوجد سبب لمقارنة التعبئة في فرنسا والتعبئة في المغرب".
وواصلت الصحيفة قراءتها العاشقة لتجربة المغرب مع كورونا، وأكدت "فيما يتعلق بالتعبئة الصناعية، هناك دروس يجب أخذها على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط".