قضايا

"الكمامات المزيفة" تخنق أصحابها

عبدالعزيز المنيعي

أصبحت قضية ما بات يعرف ب"الكمامات المزيفة"، حديثا يوميا للعديد من المجالس الرقمية طبعا، في غياب المقاهي وخلافها من اماكن اللقاء والتلاقي و"هريد الناب" حول مستجدات المعيش المغربي وحتى العالمي.
وتأتي تفاعلات رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع القضية، في ظل الجري الحثيث للمحامي عبد العزيز النويضي عن طريق وساطات أشخاص معينين، ومحاولة تخفيف عبء التهمة عن نجله المتابع إضافة إلى تسعة آخرين من بينهم صديقه نجل المحامي محمد زيان.
وهو ما كشفت عنه مصادر قريبة من ضحايا هذه "الكمامات"، الذين أكدوا سعي المحامي النويضي إلى الحصول على تنازلات خطية لفائدة نجله في محاولة لسل شعرته من عجين القضية.
المصادر لم تستبعد مطلقا أن يكون المحامي قد عرض على الضحايا تعويضات مالية تضاف إلى المبالغ التي أدوها مقابل الكمامات المغشوشة، شرط كتابة تنازل خطي وذلك قبل جلسات الاستنطاق التفصيلي التي ستشرع فيها قاضية التحقيق بالمحكمة الزجرية بالدار البيضاء في الأيام القليلة المقبلة.
وتعتبر التهم التي يتابع بشأنها نجلي النويضي وزيان ومن معهما، ثقيلة، تتمثل في النصب والاحتيال والاتجار في النكبات والكوارث، إضافة إلى استغلال فترة الطوارئ الصحية للإضرار بمصالح المغاربة والأطباء والممرضين.
ونتمنى أن لا يدفع المحامي  بمسألة الاستهداف السياسي كمخرج لهذه القضية، طبعا في حالة فشل الوساطات  في إقناع الضحايا بقبول العرض المقدم من طرفه.
وللتذكير فقط، فليست هذه المرة الأولى التي يتورط فيها ابن النويضي في فضيحة، فقد سبق له أن دهس طالبة في مدينة العرفان، حين كان يسوق سيارته بجنون..
طبعا نحن لا نأخذ  بلحية الأب، لأنه على رأي المثل: " الكرش تيخرج منها الصباغ و الذباغ"، بمعنى ان الرحم الواحد يلد الصالح و الطالح.
والجدير بالذكر، أن المحامي النويضي كان قد اطلق مؤخرا تصريحات أثارت الكثير من سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حين تحدث عن هامش ربح نجله من بيع الكمامات هو ومن معه، وقال إن أربعة دراهم هي قيمة الربح في كل وحدة من مجموع 700 كمامة فقط.
المسألة الحسابية أثارت مغاربة مواقع التواصل الإجتماعي، واستغربوا هذه المعطيات "المغلوطة"، مؤكدين انه من غير المعقول أن يغامر هؤلاء الذين اعتبرهم القانون شبكة، مقابل 2800 درهم يقتسمونها بينهم جميعا.
لكن الفاهمين الدارسين لمعمعة الحلول الإستباقية، اكدوا أن المحامي النويضي اطلق هذا الرقم وهو يستهدف التعويض المالي الذي قد تطالب به الشركة الأمريكية بمعنى أنه أدلى برقم معاملات منخفض جدا حتى يكون التعويض على قدره.
كل هذه تبقى مجرد محاولات من المحامي النويضي للتخفيف من حدة ضيق قفص الاتهام الذي وضع فيه نجله ونجل زيان نفسيهما،  ومن معهما في شبكة "الكمامات المزيفة".