قضايا

20-22 يهزم "حوامض" قنواتنا التلفزية بالضربة القاضية

عبد العزيز المنيعي

اختفت "سوحليفة" ومعها الكاميرا الخفية وسيتكومات "البسالة"، وكل انواع الحوامض التي جادت بها مائدة قنواتنا "الله يكثر خيرها"، امام مارد خرج في غفلة من رمضان إسمه 20-22، وقلب مواقع التواصل الاجتماعي رأسا على عقب، وتهافتت التدوينات والتغريدات والصور واللايفات أيضا من أجل "اتخاذ موقف" من المشروع المسرب من "قربة" الحكومة.
ورغم ذلك بقيت نبضات التتبع اليومي توحي بأن الامور ستعود إلى ما كانت عليه، انتقادات مجانية دون تحليل وتمحيص لما أنتج بسرعة في سباق مع "التفاهة"، وقدم للمغاربة على طاولة فطور يتسيد فيها "كورونا" ومخاوف الفيروس وتغيب عنها "شهيوات" الشهر الكريم، وأولها الإحساس بغبطة الصائم والمفطر معا..
ثالوث القداسة الرمضانية، توزع لدى المغاربة بين كورونا الذي صار خبزا يوميا لكل المنابر الإعلامية العالمية، وبين تفاهات الإنتاجات التلفزيونية التي تسمى تجنيا "سيتكومات" أو كاميرا خفية، وبين مشروع قانون تمكن من "تسريبه" جني خرق حالة الطوارئ الرمضانية المفروضة على الجن في هذا الشهر الكريم، وخرج من قمقم الحكومة ليبث الكثير من القيل والقال ويدخل بين المواطن وتلاحمه كما يدخل ذلك الذي لا يسمى بين الظفر واللحم.
هكذا إذا يتمكن سياسي ما... عينه على ما بعد كورونا، من أن يخلق الحدث ويترك الثوم في فم خصومه، هكذا إذا تتسارع الاخبار، بين عريضة الرميد التي "يهاجم" فيها النص المسرب، وبين خبر أخر عبارة عن توضيح فيسبوكي لنفس الوزير المصباحي، وخبر ثالث لا يقل أهمية عن حملة سابقة لأوانها وهو أن امكراز والرميد وحدهما من عارضا القانون حين مناقشته في مجلس الحكومة.
تبدو هذه الكرونولوجيا "مخدومة" بشكل جيد، وسيناريو الخرجة تمت صياغة من طرف صناع الفرجة السياسية وجهابذة اللحظات الحرجة وعباقرة إخراج الشعرة من العجين دون أن تنقطع..
وتبقى "قربة" الحكومة التي لا يقربها إلا أصحابها، وحدها من سالت وتسربت منها بعض قطرات هذا القانون الذي قيل انه غير مكتمل وليس نهائيا، ولا زال قيد الدراسة والتفكير والتعديل و التنقيح..
والأصل أنه لا يجب التفكير فيه ولا دراسته ولا حتى طرحه في مثل هذا الوقت، اما تسريبه فالعهدة على النوايا قبل كل شيء..