قضايا

"الراضي الليلي"... خطوة أخرى نحو الهاوية

أحمد الجوهري

عندما تفيض الكراهية عند شخص ما، ويرتفع لديه منسوب الحقد وتحاصره المهانة والعزلة فحتما سيتربص به الجنون، ولا محالة في أن يضعه هذا الركام في الموضع الذي وضع فيه مصطفى أديب وسعيد بنجبلي وآخرين.
هذا حال واحد حوله قرار إداري قضى بمنعه من تقديم نشرة أخبار إلى حقود بلا كرامة يستل الإشاعات والأكاذيب من مخيلته المشحونة بالحقد والكراهية وعبر نفسيته المهزوزة، بعدما أفرغ كيانه من شرفه وأحرقه دفعة واحدة كعود الكبريت.
 عندما تخلى راضي الليلي عن زوجته وبناته انتقاما من حرمانه من أضواء كاميرا نشرة أخبار تأتي في وقت متأخر من الليل، مثل حرمان نفسه من دفء أسري فيما بقي من فصول الليل، خال له أن باقي الناس مثله، جرفتهم الأنا إلى الانتحار العقلي..(...)
أصر الراضي الليلي هذه المرة أن يبث لحنا جديدا ضمن سمفونية الهراء التي يحسن عزفها السفهاء في مهرجان الإفتراء والأكاذيب، وعاد مرة أخرى ليكون سفاح مبادئ وأخلاق، واختار البهتان ليكون الوسيلة الوحيدة لنثر سموم أحقاده الدفينة التي ينهلها من مستنقعه الآسن، حيث لم تنطلق الكلمات  من فمه، وإنما من فكره الأعوج الذي هو نتاج كيان معبأ بالكراهية، مس هذه المرة صورة المرأة بمنطقة احمر مهد الإنسان العاقل، ومس مسؤولين بمدينة اليوسفية وعلى رأسهم عامل الإقليم ذو الأصول الصحراوية المشهود له باستقامة لا متناهية من خلال فيديو مليء بتضليل ماجن يزعم فيه وجود قاصرات على فراش مسؤولين محليين.
التضليل الماجن جر على صاحبه الويلات، واستجمع فيه الشتائم، بعدما رد رواد مواقع التواصل الإجتماعي المنحدرين من هذه المنطقة بحملة فضحوا فيها عميل المخابرات الجزائرية، بل كشفت خرجة الليلي في آخر ليلة عن وجود لحمة وطنية متينة لدى ساكنة هذه المنطقة، لن تزعزعها لايفات هذا ولا ذاك، ولن تبتلعها محاولات تحريض ميؤوسة، بل أن الأمر دفع بهم إلى تكسير الصمت لصالح قيم أبناء المنطقة ذات الحضور الأخلاقي في مجتمع بسيط ببساطة أهله لكنه غير محدود في مجال الاعتزاز بهذا الوطن، وهذا ما خلق للراضي الليلي حالة متفاقمة من اليأس، وامتثل صاغرا حاذفا الفيديو التضليلي.
تسلل الراضي هذه المرة إلى قبيلة آحمر لنثر بذور البلبلة لكنه وجد تربة المنطقة غير خصبة البتة، و أصيب طموحه بالتمزق عندما تكاثف تضامن أبناء وبنات القبيلة ضد محاولة هذا اللئيم، فانفجرت حناجرهم بشتائم الخائن الملعون عبر الصفحات والحسابات بمواقع التواصل الإجتماعي،  الذي اغتال كرامته وارتمى في حضن الأعداء، فخرج الليلي مشطورا بين الذهول والصمت، وعدم التعليق على ما سمعه، بل حذف الفيديو الذي ظن أنه سيملأ به مزبلته في الفضاء الأزرق وسيزيد به تخصيب الأوهام.