رأي

كريمة رشدي:عذرا سيدتي أسماء لمنور….عذرا سيدي كاظم الساهر!

كريمة رشدي

اليوم فقط تأكدت أن عالم الإعلانات مغري جدا، وبشكل لم أكن أتصوره، قبل أيام كنت أتحدث مع شاب في سن ابني، يعمل في مجال الصورة، يحب عمله ويجتهد فيه، ويحلم بدخول مجال الإعلانات كي يحقق حلمه في تصوير إعلان واحد يمكن أن يغنيه عن العمل سنة كاملة، من حق هذا الشاب الطموح أن ينبهر بهذا العالم، لكن ليس من حقكما يا أسماء ويا كاظم… أنتما أكبر من المشاركة في إعلان بئيس تتقاضون فيه بضع ملايين ومكانتكما الفنية تساوي الملايير إن لم نقل البلايين … عذرا فأنا لا أجيد الحساب، ربما أنتما تجيدانه أكثر مني…

تمنيت أن يكون الخبر زائفا ومجرد إشاعة مغرضة، وحين تأكدت من الخبر، وكي لا تهتز صورتكما، تمنيت وانتظرت أن تخرجا ببيان تمنحان فيه المبلغ المغري، أو جزءا منه لفائدة عمل خيري بمناسبة الشهر الفضيل… أليس النجم قدوة؟

لم أبال قط بالفنانين العاديين حين يظهرون في أفلام إعلانية، لكن أن يصالحني القيصر مع الأغاني العربية بعد أن نزلت إلى الحضيض، وأن أتابع مسيرة موفقة لأسماء في اختياراتها الذكية، وأن يجمعكما دويتو “المحكمة” بنجاح قبل خمس سنوات، وتتنافسان الآن في إعلان لمؤسسات عقارية، فهذا لا يليق بكما وبنجوميتكما وصورتكما.

أتعلم أيها القيصر، أتعلمين يا أسماء، أن ميزانية الإعلانات محسوبة على أولئك الفقراء الذين يشقون العمر كله من أجل شراء شقة يتكدسون فيها، وغالبا ما يستلموها بعيوب في البناء، ولأجل عيونكما وفنكما الراقي، سيؤدون الثمن وهم سعداء، فأنتما أهل للثقة بالتأكيد.

كم كنت سأحترمك يا أسماء لو ظهرت في إعلان للتحسيس بسرطان الثدي الذي يحصد أرواح آلاف النساء في العالم، لن أحاسبك على ثمن هذا الإعلان، ولو كان بالملايير… ثم من أنا كي أحاسبك؟ عذرا فأنا أهلوس وحساباتي البسيطة ليست هي حساباتك…

أما أنت يا قيصر الأغنية، فلم تعد تمثل لي شيئا، وحرصا على الصورة التي رسمتها لك منذ أن شاهدتك في بداياتك، وفرحت لأنني وجدت فيك منقذا للأذواق الفنية، لم أشاهد هذا الإعلان ولن أشاهده.

من قال إن المال لا يصنع المعجزات؟ إنه صانعها بكل المقاييس…

معذرة مرة أخرى فحساباتي ليست هي حساباتكم…