رأي

محمد درويش: الجنس مقابل النقط في التعليم..العالي!؟

محمد درويش

أتابع بألم و حسرة ما يقع اليوم في بعض المؤسسات الجامعية ، و ما نسمع هنا و هناك من اتهامات لبعض الأساتذة الباحثين من تلاعب بمصير طلاب علم و معرفة ؛ بلغت حد  أن بعضهم يختار منطق " الجنس مقابل النقط "؟؟؟ .
ذكرني ما يقع اليوم بما حصل لي مع الأستاذ لحسن الداودي سنة 2012 و هو وزير للتعليم العالى و انا الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي ،إذ دعاني إلى مكتبه بحسان و سلمني رسالة من مجهول غير موقعة تتهم أستاذا جامعيا يعمل بإحدى مؤسسات التعليم العالي بالفساد الأخلاقي و بابتزازه للطالبات
" الجنس مقابل النقط"؟؟؟ و هاته الرسالة معززة بصورة للاستاذ موضوع الشكاية مع إحدى طالباته بمقهى المؤسسة. فكان لي مع السيد الوزير ابداء الملاحظات التالية :
1- أنه من المستحب و تجنبا لأي تجني على أي أستاذ او مسؤول ألا نقبل بالتعامل مع الرسائل مجهولة التوقيع.
2-أن إشهار أي واقعة أخلاق داخل الحرم الجامعي هو مس بسمعة المؤسسة و الجامعة و الوطن .
3- أن أساتذة  التعليم العالي يبلغ عددهم ما يزيد عن 13000  أستاذا ،  و أنه قد يوجد هنا أو هناك  أحد ممن يمكن أن يصدر عنه تصرفات لا تليق بالأستاذ الباحث في علاقاته مع طلابه ، إما لانعدام التجربة  أو لعدم قدرته على ضبط أحاسيسه و تصرفاته . و هذا ليس دفاعا عن مثل هاته الممارسات بل إن النقابة الوطنية للتعليم العالي تدعوك السيد الوزير ان تطبق القانون على كل من ضبط بهاته الممارسات .
4- التزمت أمام الوزير أنني سأقوم بما يجب دون ضجة وسط المجتمع ،  و هكذا اتصلت بالأستاذ و نبهته و بينت له عواقب تلك الصورة الملتقطة  مع طالبته و تفهم كلامي و مرافعتي دفاعا عن صورة التعليم العالي لدى الغير .
و اتذكر اني لم أحدث أحدا في الموضوع حتى الأجهزة النقابية لم تسمع  مني الخبر.  و لأول مرة بعد مرور 5 سنوات أتحدث في الأمر.
و اذكر أن  هاته الحالة لم تكن فريدة بل كانت هناك حالات أخرى لا أذكرها الآن إما  بين جسم الأساتذة الباحثين أو بين بعضهم و طلابهم أو بين البعض و أطراف  من المجتمع.
إن  التعليم العالي ببلادنا يعاني من عدة اختلالات منها  البيداغوجية و منها المالية و منها المرتبطة ببنيات الاستقبال و منها المتعلقة أساسا بالتدبير  و الحكامة و منها ظاهرة العنف في بعض الجامعات .و منها ما اصبح يطفو على السطح من أخلاقيات المهنة لدى بعض مكونات التعليم العالي و العنف و اللااخلاق  اخطر ما يهدد تعليمنا العالي .و هذا أمر مؤسف .
 و اذكر بالمناسبة ان أحد الأصدقاء البرلمانيين أخبرني  أن قضية " الجنس مقابل النقط " ؟؟؟ طرحت على الوفد البرلماني الذي زار سلطة عمان خلال الأشهر الأخيرة بصورة أثرت  سلبا على صورة المغرب الجامعية. و هاته نقط سلبية تسجل ضدنا .
كما أذكر أننا كنا قررنا في النقابة الوطنية للتعليم العالي تنظيم ندوة وطنية في موضوع  :
         " أخلاقيات مهنة الأستاذ الباحث "
و هي الندوة التي لم نتمكن من تنظيمها رغم الإعداد الأولي لها إذ كنت اتصلت بخبراء من فرنسا و أسبانيا و المانيا في الموضوع . لكن الظروف العامة لم تساعد على ذلك.
إن ما يروج اليوم في بعض المؤسسات  و نطلع عليه في بعض وسائل الاعلام يحط من أدوار و رسائل التعليم العالي و يضرب المنظومة في قلبها.
 الظاهرة مرفوضة بكل المقايبس و القناعات و العقائد الفردية و الجماعية لكل ذلك أوجه نداء لكل الضمائر الحية لمحاربتها و أول ذلك الأستاذ الباحث الذي عليه ان يبتعد عن كل الشبهات و عليه ان يفرق بين مقر عمله في علاقاته بطلابه و إداريي المؤسسة و زملائه و بين أماكن أخرى قد تسمح له بحرية التصرف.
لا أعطي الدروس لأحد .و لكن ألم و جسامة ما حصل للأستاذ صاحب  " الجنس مقابل النقط" ؟؟؟دفعني للتفاعل و الكتابة.
نحن في مجتمع يجوز أن يقع فيه أي  شيء لكن على المسؤولين ان يختاروا الطرق الكفيلة  بتحصين المهنة و صورة التعليم العالي ببلادنا.  و ذلك ذكاء خاص في المعالجة . اما  الفضيحة فسهل أمرها و حين تحصل فإنها تسيء للجميع.