تحليل

هذه هي العوامل التي تحكمت في تعيين السفراء الجدد

صبري الحو

عين الملك محمد السادس أثناء أشغال المجلس الوزاري الأخير عددا من السفراء الجدد؛ وذلك باقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.

ويمكن إجراء قراءة بخصوص التعديلات الدبلوماسية المذكورة، والخروج باستنتاج في علاقتها بقضية الوحدة الترابية، وبنزاع الصحراء خاصة، حيث همّت أربعة مراكز لأربعة أقاليم كبرى في أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا والمغرب الكبير، ومن مميزاتها:

التصدي والمواجهة بين حقوق الإنسان والسياسة والموارد الطبيعية

مكتب الأمم المتحدة بجنيف، وعين فيها عمر زنيبر سفيرا ممثلا دائما للمملكة المغربية لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، خلفا لمحمد أوجار الذي عين وزيرا للعدل في حكومة سعد الدين العثماني الحالية، وهذا المنصب يحتاج إلى شخصية ذات مؤهلات وخبرة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وبآليات الدفاع عنها، وله إلمام بما راكمه المغرب في هذا المجال، ويتقن فن المرافعة ولديه ملكة الخطابة والإقناع.

منظمة الاتحاد الإفريقي، التي انضم إليه المغرب في هذه السنة، وقد عين محمد العروسي سفيرا ممثلا دائما للمملكة المغربية لدى الاتحاد. وكانت نزهة علوي محمدي، سفيرة المغرب لدى إثيوبيا، هي التي تولت تمثيلية المملكة لدى الاتحاد الإفريقي، منذ 31 يناير 2017.

ويمتاز الاتحاد الإفريقي بكثرة أجهزته وتعددها، ويجهل عنه المغرب الكثير، والشخص الذي يتولى هذا المنصب يجب أن يكون ذا فضول وجرأة كبيرين لاكتساب المعرفة والفهم بسرعة، وكشف أسرار اشتغال أجهزة الاتحاد الإفريقي في وقت وجيز للمساعدة على الانتشار في مراكز اتخاذ القرار فيه.

الانفتاح من أجل المراقبة والاستباق

أمريكا الجنوبية، وهمت دولة كوبا، بعد اتفاق استعادة العلاقات بين المغرب وكوبا في أبريل من هذه السنة، وزيارة الملك غداة ذلك. وللإشارة، فإن المغرب قطع علاقاته مع كوبا منذ 1980 بعد اعترافه بالبوليساريو 1976، ودعمه لها، وقد تم تعيين بوغالب العطار سفيرا بها.

وقد جعل المغرب من الانفتاح والاستباق عنوانا لاستعادة العلاقات مع كوبا، ولا يهمه حضور البوليساريو بقدر الأهم في سياسته هو تغطية ملء كل الفراغات ووضع الجبهة تحت مراقبة عينه وتتبع خطاها، أفضل من تركها تنفرد بالمجال وأشخاصه، وتنال نجاحات ودعما مجانيا.

المعاينة والمراقبة الحذر

موريتانيا، وعين حميد شبار سفيرا بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وقد عاشت العلاقات فتورا كبيرا، وتنسبها موريتانيا إلى سفير المغرب السابق عبد الرحمان بن عمر، وطالبت باستبداله؛ إلا أن المغرب يعتبر ذلك قرارا سياديا، فاحتفظ به في منصبه لثلاثة عقود حتى وافاه الأجل المحتوم بتاريخ 21 دجنبر من السنة الماضية، وقد ظل المنصب شاغرا طيلة مدة سبعة أشهر قبل هذا التعيين.

وسيكون حميد شبار مناسبا لهذا المنصب لعدة عوامل؛ بالنظر إلى معرفته السابقة بالمجال، وطباع أهل الصحراء، وإدراكه لحساسية المنصب، فقد كان واليا سابقا بالداخلة، وعاملا منسقا مع بعثة المينورسو.

*محام خبير في القانون الدولي، الهجرة ونزاع الصحراء