فن وإعلام

سيرة 8 مشاهير لم يكملوا مراحلهم التعليمية

كفى بريس: وكالات

عادةً ما تشغل المراحل التعليمية بال الطُلاب وأولياء الأمور، ولكن خارج أسوار هذا العالم، توجد حياة أُخرى، عاشها آخرون، بعضهُم لم يفلحوا في الدراسة، والبعض الآخر أجبرتهم الظروف الاجتماعية والمادية القاسية على تَرك التعليم بلا عودة، ولكن مع الوقت، أصبحوا مشاهير غيّروا مصير حياتهم وبلادهم أيضًا.

و في ما يلي رصُد سيرة 8 مشاهير لم يكملوا مراحلهم التعليمية، وفقًا لمّا رصده الكاتب، عبدالله صالح الجمعة، داخل صفحات كتاب «عظماء بلا مدارس».

8. أجاثا كريستي
ولدَت الروائية الشهيرة، «أغاثا» في بلدة توركواري، لأب أمريكي وأم إنجليزية، عاشت بينهُما حياة سعيدة، ولكنها لم تذهب أبدًا إلى المدرسة، بلّ تلقت التعليم على يد والدتها، كمّا هو مُتبع آنذاك في بلدتها، ومن المُفارقات التى حدثت أن «أغاثا» عانت من صعوبات في الفهم لقواعد اللغة، وكانت تُعاني في صغرها من تهجي الحروف.

يرجع الفضل لوالدتها في توجيها إلى الكتابة والتأليف، إذ شجعتها عليها في وقت مُبكر من حياتها، عندما كانت الصبيّة «أغاثا» طريحة الفراش، إثر برد شديد أصابها، قالت لها أمها:«خيرٌ لكِ أن تقطعي الوقت بكتابة قصيرة وأنت في فراشك»، فقضت السنوات القليلة التالية في كتابة قصص «قابضة للصدر»، كمّا تصفها، بالإضافة إلى مقطوعة من الشعر، ثم قامت بكتابة روايتها الأولى «ثلوج على الصحراء».

تميّزت روايات «أغاثا» بالغور في أعماق النقس البشرية، حيث كتبت 67 رواية طويلة وعشرات القصص القصيرة التى نُشرت في شكل مجموعات قصصيّة، كمّا كتبت 16 مسرحية، أشهرها «مصيدة الفئران»، وطُبع من كتبها ما يقارب من ملياري نسخة، وتُرجمت أعمالها إلى ما يُقارب 50 لغة حول العالم، رغم أنها لم تذهَب إلى المدارس النظامية أبدًا، ومُنحت «أغاثا» أيضًا وسام الإمبراطورية بدرجة السيدة القائدة، عام 1971.

7. بيل غيتس

يُقال عن «بيل غيتس»:«لو وزعت ثروته التى تبلغ قرابة 47 مليار دولار على سكان العالم، لأصبح نصيب كل فرد ما يزيد قليلاً عن 7 دولارات، وبلغت ثروته عام 1999 مبلغًا أسطوريًا، إذ قُدرت آنذاك بـ 100 مليار دولار»، رغم أنه لم يُكمل تعليمه الجامعي، وخرج من الجامعة رافضًا استكمال دراسته بالمجال الذي لا يُحبه، قائلاً:«إذا لم أكُن الأفضل لماذا أتابع في هذا المجال؟».

ترك «بيل غيتس» جامعة هارفرد وتخصصُه القانوني، وأسس مع صديق طفولته، عام 1975، شركة مايكروسوفت وعملا على الترويج للبرمجيات التى تُستخدم على الحواسب الشخصية، وبلغت عائدات الشركة في سنتها الأولى حوالي 1600 دولار، ومع انغماسه في شركته الجديدة، أدرك أن الدراسة مُجرد مضيعة وقت، فتركها، حسبما قال في كتابه:«الجامعة هى المكان الذي تقضي فيه السنة في النوم ولعب البريدج، ثم تدرس أسبوعين وتنجح في الامتحانات».

توالت نجاحاته فيما بعد، حيث تصدّر لائحة أثرى أثرياء العالم لمدة 12 عامًا، منحته ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، لقب فارس شرفي لهُ، ووصلت ثروته عام 1999 إلى مستوى أسطوري، حيث قُدرت بـ 100 مليار دولار، وتجاوزت استثماراته خارج الشركة 11 بليون دولار.

6. أوبرا وينفري

عُرفت في بداية حياتها بـ «المرأة السوداء»، ولكنها استطاعت فيما بعد أنّ تؤثر على الشعب الأمريكي بأكمله، وأصبحت واحدة من أشهر النساء في العالم، رغم أنها عاشت حياة حزينة، وقضت طفولتها في مسح الأرضيات وتنظيف الصحون، كمّا تعرضت لاعتداء جنسي من قِبل قريب لها، فهربت من منزل والدتها دون أن تعرف أن ابنتها حامل في طفل.

رغم كُل الصعاب، تخطّت «أوبرا» كُل ذلك، وفي عام 1973، أصبحت مراسلة ومقدمة أخبار، بعد أنّ التقت بمدير محطة إذاعية محلية كان يبحث عن موظفين بدوام جزئي، فأعجب بصوتها وطلب منها قراءة نشرات الأخبار أيام عطلة الأسبوع مقابل 100 دولار.

لم تُكمل «أوبرا» تعليمها بسبب الظروف العائلية القاسية التى تعرضت لها، وبعد سنة من تقديم البرامج التلفزيونية، أسست شركتها الخاصة «هاربو»، وتبرعت بـ 32 مليون دولار للدفاع عن قضايا السود في أمريكا، كمّا أصبحت أول امرأة سوداء تمتلك أستوديو إنتاج وذلك بعد إنشائها لشركتها.

وفي عام 2004، أصبح برنامجها التلفزيوني المُسمى على اسمها «ذا أوبرا شو»، برنامجًا عالميًا، حيث عرض في 112 دولة، وزاد عدد مشاهديه عن 132 مليون شخص حول العالم، حتى وصفت «أوبرا» بأنها إحدى أكثر الشخصيات المؤثرة في القرن العشرين، حسب مجلة «التايمز»، ونالت الوسام الذهبي من مؤسسة الكتاب الوطني.

أصبحت «أوبرا» أيضًا، السيدة السوداء الأولى في الولايات المتحدة التى يتم إدراجها في لائحة فوربس، حيث احتلت المرتبة 427 لأصحاب المليارات بثروة صافية، قُدرت بمليار دولار.

5. ماركيز

«المعاناة حينما تصنع الإبداع»، هكذا وصفَت سيرة الروائي «ماركيز»، ففي الثامنة عشر من عُمره تعرض للجوع والتشرُد، لدرجة أنه كان يجمع الزجاجات الفارغة ليعيد بيعها، وفي الوقت نفسه، كان يكتب مقالاً يوميًا لصالح صحيفة «يونيفيرسال»، بعدما قرر ترك الجامعة.

عمل «ماركيز» فيما بعد صحفيًا، ولكنه قرر الاستقالة من وظيفته بالصحيفة الفنزويلية، اعتراضًا على موقف الصحيفة المُحابي للولايات المتحدة، وكتب بعد ذلك أشهر رواياته 100 عامًا من العزلة، وبيع أكثر من 10 ملايين نسخة وترجمة إلى 12 لغة، وحصلت على 4 جوائز، حولته في النهاية إلى أشهر كاتب في أمريكا اللاتينية، وأحد أشهر كتَّاب العالم.

4. ميخائيل كلاشينكوف

يعرف العالم كلُه سلاح »الكلاشينكوف» المُسمى على إسم صاحبه، «ميخائيل كلاشينكوف»، ولد «ميخائيل» لعائلة روسة فقيرة، عام 1919، داخل ضاحية نائية، وكان أخوانه الستة ووالده مُزارعين، ولكن الابن لم يستهويه مهنة عائلته، وكان يُحب الاختراعات، فحاول صناعة دراجة هوائية في صباه.

وفيما بعد، تعرضت عائلته لاضطهاد كبير من قِبل الحكومة السوفيتية، فتم تهجيرهم إلى سيبيريا، ولكن «ميخائيل» رفض الهروب، وعاد إلى قريته سيرًا على الأقدام لأكثر من 1000 كيلو متر، ونتيجة لظروف العائلة المادية القاسية، ترك المدرسة ولم يكمل حتى أولى مراحله التعليمية المتوسطة.

صحيح أن «ميخائيل» لم يُكمل تعليمه، لكنه كان يتسلل إلى الورش ويُنقذ ما كان رسمه على أوراق بسيطة، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، التحق بصفوف القوات البرية للجيش الأحمر، وخلال الحرب، سمع الكثير من قصص المصابين، الذين أجمعوا فيها أن الألمان يستخدمون سلاحًا فرديًا متطورًا.

وفيما بعد، أراد «ميخائيل» صُنع سلاح يتفوق على السلاح الألماني، وأخذ ينفذ سلاحًا اعتُمد من قِبل الجيش الأحمر، وأثبت فعالية قتالية عالية، ومنذ ذلك أصبح السلاح طريقًا لشهرة «ميخائيل»، حيث منحتهُ الحكومة السوفيتية عام 1958، أول وسام بطل العمل الاشتراكي.

3. أدولف هتلر

كان «هتلر» يُريد أن يلتحق بكلية الفنون الجميلة، ولكنه رسب في امتحان القبول مرتين، كانت خيبته مريرة عندّما لم يجد اسمه في عداد الناجحين، فكانت ضربة قاصمة لطموحه الفني، كمّا ذكر في كتاب «كفاحي»:«أكد لي السيد أن الرسوم التى عرضتها برهنت لما لا يقبل الشك أني لا أصلح لمزاولة فن الرسم، وأن كفاءتي كمّا أوصحت له الرسوم تكمن في الهندسة المعمارية، وقال لي لا شأن لك قط في أكاديمية الرسم وميدانك هو مدرسة الهندسة المعمارية».

لم يحصُل «هتلر» على شهادة التخرج، بعد وفاة والدته، أدرك أن عليه العمل لكي يعيش، واصفًا تلك المرحلة بـ «أحمد اليوم العناية التى وضعتني وجهًا لوجه أمام قسوة القدر، وأنا بعد طري العود، وجعلتني أذوق مرارة العوز بعد أن قذفت بي إلى عالم الجريمة، متيحة لي أن – البراجوزي النشأة- أن أعايش الذى وجدتني فيما بعد مناضلاً في سبيلهم ومن أجل رفعة مستواهم».

ورغم كل ذلك، وسواء اتفقنا أو اختلفنا معهُ، تبوأ «هتلر» أعلى المراتب السياسية في ألمانيا، عمل على كسب الود الشعبي الألماني من خلال وسائل الإعلام التى كانت السيطرة المباشرة للحزب النازي الحاكم.

2. عباس محمود العقاد
تخرّج العقاد من المدرسة الابتدائية سنة 1903، إلا أنه لم يُكمل تعليمه بعدها، إذا عمل بمصنع للحرير في مدينة دمياط، بجانب ولعُه بالقراءة وشراء الكتب، وفيما بعد عمل موظفًا حكوميًا، ثم انتقل للقاهرة فيها نهائيًا، وحينها اشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة «الدستور».

وبعد فترة، أغلقت الجريدة، واضطر حينها «العقاد» لإعطاء دروس خصوصية ليحصل على قوت يومه، فعمل مدرسًا عام 1917، وانتقل للعمل في الأخرام فيما بعد، ولم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدًا، رغم ما مرّ به من ظروف قاسية، إذ كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة «فصول».

ورغم كُل ما مر به، ظلّ «العقاد» قيمة أدبية كبيرة، ومُفكر تجاوز عدد كتب 100 كتاب وآلاف المقالات في الصحف والمجلات متبوئًا مكانة عالية في النهضة الأدبية الحديثة، ومنحه الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها.

1. وليام شكسبير
يُعرف «شكسبير» بأنهُ أحد أهم الروائيين في العالم كلُه، التحق في البدء بمدرسة البلدة، ولكنه ترك المدرسة في سن التخرج، بسبب كارثة مالية حلّت بالأسرة، وتزوج من ابنة رئيس أحد مُزارعي البلدة، وكانت فقيرة الحال مثله تمامًا.

وفي 1587، ترك أسرته ورحل إلى لندن، حيث ظهرت هناك موهبته الشعرية، وفي العام التالي، التحق بفرقة مسرحية، أصبح كاتبها الأول، ثم حالفه الحظ ونجحته مسرحيته أدبيًا وماليًا، فأنشأ مسرح «جلوب»، وأصبح فيما بعد، من أشهر الكتَّاب المُعاصرين.