مجتمع وحوداث

المهداوي أو صائد النعام

كمال جمال

يقول المثل العربي الشهير: " على نفسها جنت براقش"، وهو ما ينطبق على حميد المهداوي الذي نصب نفسه طرفا في كثير  من "القضايا"، ليس بناء على معطيات، ولكن من باب العداء المجاني للدولة و الحكومة والمؤسسات.

و في كل ذلك، كان هذا الشخص الذي تسلط على مهنة الصحافة بعدما تنقل في الكثير من المهن، ينصب نفسه طرفا في ملفات، تقتضي أخلاق المهنة أن لا يقحم نفسه فيها، و ذلك من باب الاستفزاز، وليس من باب الدفاع عن "عدالة" قضية.

مهمة الصحافي هي نقل الوقائع و التحري بشأنها و الاستماع إلى كل المصادر من أجل صياغة مقال يراعي التوازن بعيدا عن أي تحامل، إلا أن هذا الشخص انساق وراء التحامل.

في هذا السياق يجب التأكيد أن  اعتقال حميد المهداوي لم يكن بسبب جريدته الاليكترونية ولا مقالاته وإنما لتحريضه على العصيان وانتصابه ضدا على تعليمات السلطات وقرارها بمنعها لمسيرة الخميس 20 يوليوز بالحسيمة، بمعنى ارتكابه للجريمة جنائية يعاقب عليها القانون المغربي.

طبعا ليس هذه المرة الأولى التي يقدم فيها المهداوي على هذا الفعل فقد شارك وافتعل و حرض في الكثير من الوقفات الاحتجاجية، و من دون أن تكون له على رأي المثل " لا ناقة ولا جمل"، وكان لا بد أن يسقط في يوم من الأيام لأن "الصياد النعام يلقاها يلقاها".

و لم يقم بعمله الصحافي في يوم من الأيام كما هو متعارف عليه عالميا- في نقل الخبر و تغطية الأحداث- وانما يقوم باستمرار بأفعال تقع تحت طائلة القانون الجنائي، وذلك بتأطير لحلقيات النقاش الدغمائي والسفسطائي واذكاء نار الفتن وتأجيج الصدامات وتأزيم الأوضاع...فمتى كانت وظيفة الصحافة هي تحريض ؟؟؟

ان المهداوي أراد أن يلعب دور البطل لكنه لم يحسبها جيداـ بأنه سيصبح بطلا بلا مجد يذكر لأن كل شيء في سيرته مزيف، من أولى خطواته في الميدان الصحفي الى أن افتضح أمره في الحسيمة، عندما حاول تقليد الزفزافي و يصبح الزفزافي مكرر أو رقم 2.

لقد أصبح المهداوي صحفيا بالصدفة وسيغادر المهنة بالصدفة ايضا.. أخطاء كثيرة واندفاع طفولي ومغامرات متهورة لشخص فشل في أن يصبح صحفيا مهنيا فاختار التعويض على ذلك بالفوضى. غير مهني، نتمنى ان يستلهم مما  المهداوي وغيره ممن يدعون الصحافة الدرس والعبرة وأن يفرقوا بين العمل الصحفي في نقل الأخبار وتغطية الأحداث وبين المشاركة فيه أوالتحريض على القيام بها.

ثقتنا في القضاء المغربي كبيرة، وأملنا كبير فيه بان يجعل من المهداوي وأمثاله عبرة لكل صحافي يستغل مهنته لأجل اللعب بعقول المغاربة وإشعال نار الفتنة بينهم..و تذهب آمالنا أبعد من ذلك في قضائنا المغربي بالحسيمة، أن يجعل من حالة المهداوي النشاز في الصحافة نهاية عهد لا يميز فيه عدد من أشباه الصحفيين بين نقل الخبر ببعد موضوعي، والتحريض على الفتنه وهي أشد من القتل على حد قول أشرف الخلق رسول الله محمد "صلعم".