تحت المجهر

حميد أبولاس: خطاب لتعزيز الروابط وتمتين الأواصر بين المغرب وإفريقيا

حميد أبولاس

 أكد أستاذ القانون العام بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان حميد أبولاس أن الخطاب الملكي الموجه   الأحد إلى الأمة بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لثورة الملك والشعب يعد “خطاب تمتين الأواصر بين المغرب وإفريقيا”.

وأوضح الخبير المتخصص في العلاقات الدولية،  أن “خطاب ثورة الملك والشعب خطاب لتعزيز الروابط وتمتين الأواصر بين المغرب وإفريقيا، والعمل على تحصينها، والتأكيد على ما قام به المغرب تاريخيا لفائدة إفريقيا”.

وأضاف أن الخطاب الملكي السامي ساق مجموعة من المعطيات وسلط الضوء على مجموعة من المحطات التي عمل خلالها المغرب على مد الجسور مع إفريقيا”، مبرزا أن هذه الجسور توجت بعودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي، والموافقة المبدئية على انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التي اعتبرها  الملك محمد السادس، امتدادا طبيعيا للاتحاد الإفريقي.

واعتبر الخبير أن الخطاب الملكي أكد على أن “ثورة الملك والشعب تعد محطة مشرقة في تاريخ المغرب، تجاوز إشعاها وبريقها وتأثيرها حدود الوطن ليصل إلى أعماق إفريقيا”، مبرزا أن هذه الملحمة “كرست الوعي بوحدة المصير المشترك بين المغرب والقارة، من خلال الكفاح المشترك الذي كان أساس الالتزام بين المغرب وإفريقيا منذ عقود”.

وبعد أن أبرز  حرصه على استحضار مجموعة من المحطات التاريخية التي وقف فيها المغرب إلى جانب المصالح والقضايا الإفريقية، سجل الأستاذ الجامعي على أن الخطاب الملكي أكد بجلاء على أن “عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لم تكن وليدة الصدفة، بل هي رجوع حقيقي وطبيعي لبيته”، مشددا على أن “المغرب كانت له مجهودات كبيرة في هذا السياق، وبصم تاريخ القارة بمجموعة من الأعمال التي لم تفقد بريقها”.

وأضاف أن “الخطاب الملكي السامي أراد كذلك توضيح مسألة أساسية، تتمثل في أن التزام المغرب بالدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا ليس وليد اليوم، بل هو تقليد راسخ في القدم، متوارث من الأجداد، ويتواصل توطيده بكل ثقة واعتزاز”، موضحا أن جلالة الملك أكد على أنه “توجه لم تفرضه حسابات ظرفية، بل هو من صميم الوفاء لهذا التاريخ المشترك والإيمان الصادق بوحدة المصير المشترك، وثمرة تفكير عميق، تحكمت فيه رؤية استراتيجية اندماجية بعيدة المدى وفق مقاربة تدريجية تقوم على التوافق”.

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب هو بالفعل امتداد للخطاب الملكي العميق والقوي الذي ألقاه جلالته أمام المشاركين في أشغال القمة الثامنة والعشرين لقادة دول ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد الافريقي، التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير الماضي.

وقال إن الخطاب السامي كان واضحا حينما نوه إلى أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي “لم تكن غاية في حد ذاتها، لان إفريقيا ستظل في مقدمة أسبقيات المغرب، ولكون العودة ليست سوى بداية لمرحلة جديدة من العمل مع جميع الدول لتحقيق شراكة تضامنية حقيقية والنهوض الجماعي بتنمية القارة الإفريقية، وتلبية حاجيات المواطن الإفريقي”.