رأي

صباح الحسيني: مشكل النقل بالرماني... هل من حلول؟

ونحن نتحدث عن تذمر ساكنة الرماني لعدم وجود محطة طرقية  بالمدينة ، لابد أن تصدمنا الأعداد الهائلة من سيارات النقل السري التي أصبحت مجالا خصبا في المدينة إذا ما علمنا انه هو مصدر دخل للكثير من العائلات في ظل الشح الواضح لفرص عمل أخرى، فهل فعلا انعدام المحطة الطرقية هو السبب الرئيسي في نقشي ظاهرة النقل السري ؟ وهل هناك جهود لإقامة محطة طرقية قد تبعد تخوف السكان من ركوب المخاطر خصوصا و سيارات النقل السري هي سيارات بأقل شروط السلامة للإنسان والبيئة على السواء ؟

من المشاكل الحية التي تواجه المواطن الزعري هو مشكل التنقل ، ففي كل مرة يقرر السفر فيها إلى وجهة معينة يبقى تفكيره منصبا حول الظروف التي سيتم فيها هذا السفر هل سيجد وسيلة بدون عناء الانتظار وسط الشمس الحارقة أو وسط الأمطار الغزيرة لعدم وجود أماكن الانتظار ، أم سيكون محظوظا ويتم نقله بسرعة  فائقة دون تعب ، كلها هواجس يحس بها كل طالب للسفر في الرماني والسبب عدم وجود محطة طرقية توفر الراحة و تنظم أوقات السفر وتقضي على بعض المتطفلين على القطاع من سماسرة وخطافة الذين أصبحوا يشكلون خطرا على جيوب وصحة المواطن الذي يرتمي على هذه الوسائل لعدم وجود بديل كافي بنفس المكان والزمان .

من المعروف أن مدينة الرماني تعرف في الآونة الأخيرة عدة أوراش كبرى فيما يخص بناء القناطر أو بناء بعض المرافق الحيوية ، لكن ألا تستحق أن تكون المحطة الطرقية من ضمن هذه الأوراش ؟ فكيف لمدينة أن يتحسن مظهرها الخارجي في ظل عشوائية بعض الأماكن، طرقات تحتلها وسائل نقل في غياب تام للتنظيم والترتيب ، وقرب أماكن يمكن اعتبارها خطيرة لاهترائها ومهددة بالسقوط في أي وقت لكن للأسف تقيم  قربها وسائل نقل تعتبر من الوسائل النابضة في المنطقة والتي تحل مشكل الذهاب والإياب إلى مدينة الرباط والخميسات أوالى أماكن اقرب من ذلك.

كان من المفروض أن يكون مشروع بناء المحطة الطرقية  ذا أولوية كبرى لأنه مشروع يلامس احتياجات الساكنة في وجود وسائل نقل مشروعة ، بسلامة كافية ورقابة أسعار منتظمة وتواجد في كل الأوقات أيضا ، فالرماني تعج  بالكثير من الطلبة الذي تكون وجهتهم العاصمة الرباط ، و بالأشخاص الذي تحتم عليهم ظروفهم الصحية التنقل من أجل العلاج أو من أجل مصالح إدارية.

المحطة الطرقية بالرماني هي مطلب كل زعري وزعرية ، وهي الحل الأنجع لرد الاعتبار لمدينة قتلها التهميش لسنين طويلة ، وهي الوسيلة الحية ليعبر لنا بها سياسيونا عن اهتمامهم بالمنطقة واحتياجات ساكنتها كنوع من التخفيف عن معاناتهم .

هموم ساكنة الرماني قد تزداد عند حلول الأعياد وفي المناسبات حيث ترتفع تكلفة التنقل حسب أهواء ومزاجيات أصحاب وسائل النقل الذين يستغلون حاجة المواطن للسفر ويقدمون له خدمات بأسعار مبالغ فيها ، ليظهر النقل السري في الواجهة لنقص الضغط الحاصل ، وكبديل كافي لعدم تغطية وسائل النقل من سيارات الأجرة والحافلات والنقل المزدوج  للكم الهائل للمسافرين ، والذي تعرض خدماتها بثمن أقل مما تقدمه هذه الوسائل المذكورة.

الأسواق الأسبوعية لم تسلم هي الأخرى من النقل السري أعني العشوائي حيث تنشط خلال الأسبوع حركة غير عادية لأصحاب هذا النقل الغير المنتظم والذي تستغل المواطن البسيط لشدة احتياجه للتنقل لامتصاص جيوبه في ظروف تبقى غير إنسانية ، حيث الازدحام والحالات الميكانيكية المتدهورة لبعض وسائل النقل ، ليبقى المواطن الضعيف هو الضحية بالدرجة الأولى ، ضحية استغلال من قطاع يمكن اعتباره غير متوازي مع احتياجات الساكنة ، وضحية  قطاع غير منظم تحكمه سياسة الطلب أكثر من العرض ، وضحية سياسة " اللهم العمش أو لا لعما "  بمعنى اللهم التنقل مع خطاف وفي ظروف متعبة ، أو البقاء في انتظار وسيلة ربما لن تكون إلا في أحلامك  خصوصا إذا تزامن سفرك في الأعياد والمناسبات أو إذا كنت تسكن في مدينة ليست إلا  مكان مرور للحافلات .