الحجُّ؟
لكلٍّ حِجتهُ: إلى مكانٍ، ربما.
أو إلى زمان ربما.
أو إلى إنسانْ.
في كل لحظة، حَجّي إلى قُبلةٍ مترددة.
15
***
تلك المدينة حياة وحدها.
تحت "عمارة الطائر"
"دفنت أمواتي ونهضت". كان ذلك توصية من توفيق زياد.
هناك أوقدت ما أوقدت من حروف
وهناك
أتت النار علي!
16
***
كان الورد أزرق في وجنتيه:
- أحبك.
كان الضوء شاحبا في عينيها:
- ها قد وصلتَ. هذا الكلام لم يكن ضروريا.
كان الصمت ضيفا جاء على حين غرة:
- كل الكلمات كانت لك. وكل الورد الأزرق.
كان الأمل يكظم انفعاله:
- لكنني، كل هذا الوقت، كنتُ لي.
17
***
ذلك القلبُ
في تلك الجهة من العمرِ،
قادهُ إلى شكله النهائيِّ:
محبّ كبيرٌ بلا أمجادٍ (كبيرة)،
وعينان زائغتان عن اليقينِ،
وأحلامٌ تتناسلُ في الغبارْ.
18
***
لم يجد بابا جديدا للكلام.
كانت الحيرة بادية
كأنهُ ينتظر الملاكَ، أو كأنه على باب الجحيم.
لا وحي يا صاحبي. قال له صاحبهُ،
وأسعفهُ "في حضرة الغياب":
"لا جحيم إلا خيبة العاشق".
19
***
الحبُّ
أن تنظرَ
إلى البحر فلا تراكَ.
إلى السماء فتغشاك الأحلامُ.
إلى الأرضِ فيشتدّ زلزال عليكَ.
إلى وجه الحبيبِ فتَنْسَاكَ.
20
***
هي الآن نائمةٌ.
ملاكها الحارسُ،
صديقي السريُّ منذُ عمْرٍ،
قالَ لي: تلكَ النجمة أنظرْ،
هناكَ.
في قلبكَ،
هيَ !
21
***
هيَ في الفكرة
تحيا،
وفيها تبعثُ.
في الفكرةِ
لها حياتانِ: ذكرياتي وحنينٌ.
22
***
"العارف إذا تكلم هلك"
قال الشبلي،
"والمحبّ إذا سكت هلكَ"
قال أيضا.
قلتُ: قلبي نهرُ كلامٍ في صحراءْ !
23
***
أفكر فيك مثل نبي في معجزة.
أن تكوني غيمة
فأكون!
24
***
لست مثل موسى بن نصير
يحركني الذهب
والحسان،
لكن هذا البحر المحيط يغري.
فقط يلزمني
متاع طائر
وحلم ينقلني إليك!
25
***
ماذا لو؟
فقط
لو حدث ما كان ينبغي أن يحدث:
أراها ولا أراها
تلك الرعشة في آخر الليل.
فقط بسبب حلم قديم!
26
***
ماذا لو؟
لو فقط
في تلك اللحظة
نظر الله إلي.
لو قال لي: "أحبك" لا تفي بما تريد.
لا تقل لها.
لو
فقط نظر إلي!
27
***
أفكر في الجنة
في ما فقدت:
بعض أسناني في كسر لوزة.
أصابعي في صدرك.
"قُلْفَتي" في يد الحجام
وخيالي عند سرة الكون.