رأي

شحشي عبد الرحمان: عن الدخول الجامعي بالمغرب

شحشي عبد الرحمان

يتم الدخول الجامعي لهذه السنة 2017- 2018 على إيقاع تغيير مظــــــــهر الكليـــات والمؤسسات الجامعية والعناية بجمالية الفضاء والحرم الجامعي وتعزيـــز الأمن بمحيطه؛ وذلك في إطار مخطط وطني يسعى إلى" أنسنـــة" الفضـــــــــــاءات الجامعــيـــــة وتوفير الجو المناسب لكسب المعارف والتحصيل بكل مكونات البنية الجامعية: موظفين، أساتذة وطلبة.

ونتمنى أن تمتد هذه العملية النبيلة إلى مقرات الشعب ومكاتب الأساتـــــــــــــــذة والموظفين والمقصف والمدرجات والقاعات.

نعم، جميل أن تقبل على الحصة وسط الزهور والألوان وزقزقة العصافير وأن ترى "العلم الوطني" يرفرف خفاقا في ساحة الكلية، والطلبة والطالبات والأساتـــــــــذة مبكرين ليلقوا محاضراتهم على طلبتهم وكلهم نشاط وحيوية، والمتلقين كلهم أمــــــــــــل وحماس وثقة في المستقبل وفي أنفسهم: قضاة ومحامين وأطر عليا لهذا الوطــــــــن الحبيب إن شاء الله، وقد عقدت عليهم عائلاتهم وأسرهم آمالا كبيرة وصرفت عليهم أموالا كثيرة.

ولكن عندما تخرج من بيتك صباحا وتيمم إلى المؤسسة وتجد المقصف مغلقا، فتذهب رأسا إلى مقر الشعبة وتجده لم ينظف لأيام، بل لشهور، فتفتح مكتبك وتأخذ أنفاسك وتتوجه نحو المدرج فلا تجد إلا بعض الطلبة المبكرين أمامك، فتريد أن تقول لهم: "صباح الخير"، وأنت تكابر وتجاهد نفسك لكي ترسم الابتسامة في وجوههم، فتجد مكبر الصوت معطلا ومصابيح المدرج مطفئة والأوساخ في كل مكان هنا وهناك، وإذا وجدت الكرسي فاحمد الله واشكر نعمه.

أقول قولي هذا لأنه واقع الحال، فكم من أستاذ وأستاذة يحلف بأغلظ الأيمان بأنه سيلقي هذه الحصة وفي الحصة القادمة لن يلقي المحاضرة في مثل هكذا ظروف، ولكنه يجد نفسه في الحصة المقبلة وقد استسلم للأمر الواقع، وهكذا حصة ترميك إلى حصة حتى ينتهي الموسم الجامعي وقد تكيفت مع الأوضاع.

إن الحديث عن التعليم العالي بالمغرب ذو شجون، وما الظروف التي يتم فيها الدرس الجامعي إلا مقدمات لإثارة الأهم، من وجهة نظري، وهو مناهج وطرق التدريس الجامعي، كيف ندرس؟ ماذا ندرس؟ من ندرس؟

التحاقي الحديث بالجامعة جعلني أسأل من سبقوني هذا السؤال: كيف تدرس؟

وكانت الأجوبة مختلفة ومقلقة، وأستاذ وحيد وهو الدكتور المحترم "خ.ح"، الذي تدرج في احتراف مهنة التعليم وخبر خباياها، أجابني بكل صراحة: "أنت أول شخص يسألني هذا السؤال".

عندما ينجح المرشح الحاصل على الدكتوراه في مبـــاراة ولوج أستاذ التعليم العالي، كأستاذ مساعد، يذهب إلى المدرج رأســـــــــا ويواجه مصيره لوحده فيبقى يجدف حتى يجد الطريقة الصحيحة في التدريس، وإن لم يجدها فسيجني على أجيال وأجيال.

ومن بين كتب مناهج وأسس التدريس الجامعي التي استطعت الحصول عليها كتاب شيق للدكتور علي راشد تحت عنوان: "الجامعة والتدريس الجامعي"، وهذه فصولــــــه بالترتيب: الجامعة، الأستاذ الجامعي، الطالب الجامعي، الإدارة الجامعية، التدريس الجامعي، تقنيات التعليم والتدريس الجامعي، التقويم الجامعي، النشاط الطلابي في الجامعة. أما الملحق فبه: استبيان لأعضاء هيئة التدريــس والمشرفين على النشاط الطلابي، واستبيان لطلاب الجامعة عن النشاط الطلابي بكلياتهم.

كما أن هناك دليل إرشاد، وهو قابل للتحميل على "النت"، صادر عن جامعة الملك سعود – وكالة الجامعة للتطوير والجودة – وعمادة تطوير المهارات، تحت عنوان "نصائح في التدريس الجامعي".

وفي هذا الإطار أشير إلى المبادرة التي قام بها السيد رئيس جامعة الحسن الأول بسطات من حيث تنظيمه لدورة تدريبية للأساتذة الجدد حول: "الذكاء البيداغوجـــــي"، من تأطير المختبر الدولي للبحث في التربيــة والتكوين بتاريخ :5 - 6 ماي سنة 2011.

نعم نحن مع تحسين محيط وظروف العمل، ولكن كذلك مع تحسين طرق ومناهج التدريس الجامعي، وتنظيم دورات تكوينية لكسب المهارات والتقنيات الحديثة في التلقين داخل المغرب وخارجه.