فن وإعلام

تناسل المواقع الإلكترونية "الإخبارية "

عبد اللطيف مجدوب

الظاهرة في شكلها العام

يلاحظ المرء ؛ وهو يبحر بين المواقع الإلكترونية المغربية ؛ أنها تتكاثر ويستجد تنوعها بين الحين والآخر ، ويكاد كل إقليم جغرافي محلي ينفرد بمواقع بعد أن كانت بالأمس القريب محصورة بين إثنين إلى ثلاثة أو أكثر تبعا لكل مدينة وجهة على حدة .

وتأسيس موقع إخباري ؛ في حد ذاته ؛ ليس أمرا معقدا أو رهينا بإجراءات تقنية خاصة كما يعتقد البعض ، بل هو في غاية السلاسة واليسر ؛ لا تستدعي من الشخص أو الهيئة سوى حاسوب وتبويبات معينة "بلغة الحاسوب"; Microsoft ; Hardware ; Softwar ثم أخيرا إدراج عنوانه ( عنوان الموقع ) ضمن محركات البحث الأكثر شهرة في العالم مثل الغوغل أو الياهو Google ; Yahoo وغيرهما بغض الطرف عما إذا كان سيدرج في سياقات تواصلية رقمية أخرى أم لا كالفايسبوك وتويتر Facebook ; twitter ، مع التصريح به لدى وزارة الاتصال .

مضامين هذه المواقع

معظم المواقع الإلكترونية ( إذا اقتصرنا على عينة منها ) والتي تمت معاينتها وتأمل تبويباتها ؛ تعيش على الإثارة والإشاعة وشد انتباه الزائر ـ بكل الوسائل المغرية وفي مقدمتها الصورة والفيديو .. والعناوين التي تحرص على كتابتها بشبقية ملحوظة ، وأحيانا بعامية فجة مثل : " آجي تشوفْ لمساخْ ..." ؛ " اغتصبها فالدرب والناس غاديا ماجيا .." ، على أن هناك مواقع اختصت في الإثارة بالكاريكاتور ومنح المشاهد حقنة مركزة في ربطه بأشرطة فيديو ؛ يزعم واضع الموقع أنها إبنة الساعة أو "حديث الخاص والعام" ... إلى هذا هناك مواقع مزجت ؛ في موادها ؛ بين أخبار "محلية جد ضيقة" كأخبار الأحياء والأزقة والشوارع وحديث المقاهي ، وكرة القدم خاصة ، وما تعج بها من صور إثارة عواطف أو الانحراف نحو الرسائل التي يريد الموقع إيصالها إلى جمهور زواره . ويلاحظ أن هذه المواقع الإلكترونية تشكل موطنا لتدفقات إشهارية لا حصر لها .. وكثيرا ما تزاحم مواقع الصور والفيديو والنصوص ..فتحجب عن القارئ والمطلع تتمة الموضوع أو تضطره إلى تخطي إشهار ما .

مواقع إخبارية ولكن بنكهة خاصة

هناك مواقع إلكترونية إخبارية ؛ تتغذى على توصيلات رقمية كروافد لاستقاء الأخبار من مواقع رئيسية أو بمعنى آخر مواقع صغيرة تعيش عالة على مواقع ضخمة لتتصدر عناوينها ، كما يلاحظ انعدام الكفاءة المهنية في تقديم الوصلات الإخبارية المجردة من كل الضوابط الأخلاقية ووثوقية المصادر .. فمعظمها ؛ في تقديمها لهذه الأخبار ؛ يجنح إلى الإيحاء والإشاعة والترويج لها .

من هم أصحاب هذه المواقع ؟

مع توفر الأسواق الإلكترونية على برانم وبرمجيات Logicielle/Software متخصصة ودقيقة ، صار من اليسر بمكان بناء مواقع إلكترونية وتبويبها وبرمجتها .. بهياكل وصور انتقائية ؛ كانت في البداية ؛ قصرا على مهندسين مختصين في بناء وتقويم وتجديد المواقع . لكن هذه المهمة سرعان ما انتقلت إلى شريحة واسعة من رجال التعليم ، سيما من الذين يتعاملون في مجال التواصل الرقمي عبر الحواسيب ، فكم من أستاذ في الأساسي أو التكميلي أو الجامعي يتعاطى للمجال الرقمي ويتخذ منه هوايته المفضلة في شكل مدونات Blogs ، تراه على الدوام منشغل بتحيينه أو تغذيته .

تدني الخدمات الإدارية الرقمية

يعرف هذا الصنف ؛ من المواقع الرقمية ؛ نقصا حادا في توسيع خدماته وتعميمها ، ولعل أقرب مثال لدينا هو "الإدارة الرقمية " والتي أصبحت لها مواقع رسمية مختصة بكل قطاع على حدة كالوزارات ومصالحها الخارجية ومرافقها ، لكن طرْقها من طرف المواطنين في طلب خدمات بيانية وغيرها كثيرا ما يصاب بالأعطاب أو اختراق "فيروس" ، مما يتعذر معه الولوج إليها ، وفي أحيان كثيرة يحتال على الزوار بمفاتيح رقمية مغلوطة ، فيضطرون بعد تكرار المحاولة إلى التخلي عنه .

وقد خلص تقرير رسمي أعده " المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي " إلى أن " رقمنة المرافق الإدارية تحتاج إلى وضع أدوات "للثقة الرقمية" ... وأن الخدمات في القطاعات الوزارية ما زال متدنيا لا يتجاوز 10% من العمليات الإدارية التي يتم إنجازها بكيفية منتظمة عبر الأنترنيت ..."