فن وإعلام

المغرب له باع طويل في نشر قيم الوسطية والتسامح الديني في العالم الاسلامي

كفى بريس: و.م.ع

أكد مرزوق اولاد عبد الله، أستاذ ب(جامعة أمستردام الحرة) بهولندا، أن المغرب له باع طويل في نشر قيم الوسطية والتسامح الديني في العالم الاسلامي.

  وقال أولاد عبد الله،   على هامش مشاركته في مؤتمر دولي حول ” أثر الإفتاء في استقرار المجتمعات والشعوب”، تتواصل أشغاله في القاهرة اليوم الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، أن “المغرب له صيت ذائع في نشر قيم الوسطية والتسامح الديني في العالم الاسلامي، وهذا بشهادة إخواننا المشارقة”، مشيرا إلى أن المجالس العلمية المحلية في المملكة، والتي تحظى برعاية ملكية سامية ، “لها حضور وازن إن تعلق الأمر، بتقريب الفتوى من المواطنين، وترسيخ مبادئ الاعتدال ونبذ العنف والتطرف في الخطاب الديني، أو ارتبط بالحفاظ على الأمن الروحي للمغاربة ووحدة المذهب المالكي”.

  وأبرز أن هذه المجالس العلمية المحلية باتت”تضطلع بدور أساسي في نشر قيم التسامح والتآخي ونبذ العنف والتطرف”، مذكرا بأن علماء المغرب وعلى مر التاريخ، “كانوا دوما ومازالوا حاملين لزاد علمي ديني ومعرفي رفيع، ومتصفين بطباع التواضع الجلي، ويحظون من نظرائهم في بلدان العالم الاسلامي، باحترام معتبر ولافت، نظير كتبهم ومؤلفاتهم ومراجعهم الدينية القيمة، التي تزخر ببحوث ودراسات فقهية رصينة”.

  ورأى أن هذه الهيئات العلمية، التي أضحت متواجدة في كل مدن وحواضر المملكة، تمثل “حصنا حصينا ضد الفكر المتطرف ومحاولات بث التفرقة والأفكار المغلوطة والمسيئة للشريعة الاسلامية من خلال نهجها لخطاب وسطي ومتسامح يدعو إلى الرأفة والمحبة والتكاتف والتضامن وقبول الآخر”.

 وسجل الاستاذ الجامعي أن العلماء المغاربة، “يثبتون دائما تمكنهم وتجذرهم في التشبع بالمقاصد والعلوم الشرعية وحفظ المتن، وهذا ما يلاحظ في المؤتمرات والملتقيات البحثية الدينية العالمية، التي تولي لأبحاثهم ومراجعهم ودراساتهم، احتراما واهتماما كبيرين”.

 وبخصوص تدبير الحقل الديني في المغرب، قال الأستاذ بجامعة أمستردام الحرة بهولندا، إن إدارة مجال الدين في المملكة، تعتبر “أنموذجا ومثالا يحتذى في العالم، إن في الدول الاسلامية أو في أوساط الأقليات في بلدان الغرب، لأنها تقوم على أساس تقريب الفهم الصحيح للدين الحنيف للمواطنين، وإبعاد مظاهر الغلو والتطرف عنهم، وكذا التصدي لكل من سولت له نفسه الإساءة وتشويه مبادئ الشريعة وزرع الفتن الهدامة في المجتمع”.

 وحول دور معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، في إشاعة قيم الاعتدال والتسامح الديني، قال الاستاذ مرزوق إن هذه النواة التكوينية التي هي منارة للعلم واغتراف فضائل الدين السمحاء، تجسد بدون منازع “اشعاع المملكة الديني وتشبثها القويم بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف”.

 وسجل أن إحداث هذه المؤسسة، التي تستقبل الأئمة، مغاربة وآجانب من مختلف البلدان العربية والإفريقية والأوروبية، لنهل أصول العلوم الدينية  والفقهية، تجسد الوعي الراسخ لأمير المؤمنين  الملك محمد السادس، بنبل وشرف المهام الدينية في الإسلام، ودورها في الحفاظ على الهوية الدينية والوطنية، وترسيخ قيم الإسلام السمحة الداعية إلى الوسطية والاعتدال وأثرها في بناء مجتمع متراص ومتضامن.