منوعات

التحرش الجنسي في أميركا يدخل مرحلة جديدة بعد اعترافات أشهر لاعبة جمباز

كفى بريس ( وكالات)

فضيحة جنسية جديدة انفجرت في الولايات المتحدة، إذ كشفت مكايلا ماروني، لاعبة الجمباز الأميركية الحاصلة على ذهبيةٍ أولمبية، الأربعاء 18 أكتوبر 2017، عن أنها كانت تتعرض للاعتداء الجنسي من قبل طبيب الفريق الأميركي للجمباز، منذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها وحتى اعتزالها العام الماضي 2016، أي لمدة 7 سنوات، حسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية.

وتحدَّثت مكايلا، التي تبلغ من العمر حالياً 21 عاماً، بالتفصيل عن تعرُّضها للتحرش لسنواتٍ من قبل طبيب الفريق لورانس نصار، الذي شغل منصبه لوقتٍ طويل ويواجه الآن عدداً من التهم الجنائية لتحرشه بلاعباتٍ أخريات. وكتبت مكايلا عبر حسابها على تويتر منشوراً طويلاً مستوحىً من حركة #MeToo أو "أنا أيضاً"، وهي الحملة التي شجَّعت الكثيرات من ضحايا التحرش أو الاعتداء الجنسي على التحدث عن قصصهن.

 

ليس في هوليوود فقط

وقالت مكايلا في منشورها: "لا بد للجميع أن يعرف أنَّ هذا لا يحدث في هوليوود فقط، بل يحدث في كل مكان. في أي مكانٍ يتمتع أحدهم بالسلطة، تلوح دائماً فرصةٌ محتملة للاعتداء. كان لديَّ حلمُ الوصول إلى الأولمبياد، وما تحمَّلته لأجل ذلك لم يكن ضرورياً بالمرة، وكان مقززاً".

اللاعبة التي تعود أصولها لولاية كاليفورنيا، وقادت فريقها المعروف باسم "Fierce Five" إلى ذهبية أولمبياد لندن، وفازت بميدالية فضية فردية في مسابقة منصة القفز للنساء، قالت إنَّ التحرش كان يتم تحت ستار العلاج الطبي.

وكتبت مكايلا: "كلما كانت تسنح الفرصة لذلك الرجل في أي مكان وفي أي وقت، كنتُ "أتلقى العلاج". حدث ذلك في لندن قبل أن يفوز فريقي بالذهبية، وقبل أن أفوز بالفضية".

وقالت إنَّ أسوأ ما تعرَّضتُ له كان في بطولة العالم في طوكيو باليابان 2011، حيثُ حازت الميدالية الذهبية في مسابقة منصة القفز، وقادت فريقها للفوز بالميدالية الذهبية كذلك في منافسات الفرق.

 

أسوأ ليلة

وكتبت: "أكثر ليلة مخيفة قضيتها كانت في عمر الخامسة عشرة. طرتُ مع فريقي ليومٍ وليلة للوصول إلى طوكيو. كان قد أعطاني قُرصاً منوماً أثناء الرحلة، وكل ما أعرفه بعد ذلك أنِّي وجدتُ نفسي وحدي معه في غرفته بالفندق "أتلقَّى العلاج". كنتُ أعتقد أنِّي سأموت تلك الليلة".

نصار، طبيب العظام الذي قضى ما يقرب من 30 عاماً في وظيفة المدرب والمنسق الطبي الوطني لبرنامج فريق الجمباز الأميركي، يقبع الآن في السجن بولاية ميشيغان الأميركية، بعد اعترافه بحيازة مواد جنسية تخص عدداً من الأطفال.

ولا يزال ينتظر محاكمته في 22 تهمة تقع تحت فئة السلوك الجنسي الجنائي من الدرجة الأولى، وتضم ما لا يقل عن سبع ضحايا، بالإضافة إلى مقاضاته من قبل أكثر من 125 امرأة في المحكمة المدنية، جميعهن يدَّعين أنَّه اعتدى عليهن جنسياً تحت ستار تلقيهن العلاج.

وقال نصار إنَّه بريءٌ من تهم الاعتداء، وتنظر المحاكم الآن في عشرات الدعاوى المدنية في ولاية ميشيغان ضده.

ورفض مات نيوبورغ، محامي الدفاع الذي يُمثِّل نصار، التعليق لجريدة الغارديان البريطانية، أمس الأربعاء، حينما تواصلت معه.

وكتبت مكايلا: "الألعاب الأولمبية تجلب للناس الأمل والسعادة. وتُلهِم الناس للنضال لأجل تحقيق أحلامهم، فكل شيء ممكن بالعمل الجاد والإخلاص. وأتذكر حين كنتُ أشاهد أولمبياد أثينا 2004. كنتُ في الثامنة من عمري، وقلتُ لنفسي وقتها إنَّني يوماً ما سأرتدي زيَّ الفريق بألوانه الأحمر والأزرق والأبيض، وأُنافس لأجل بلدي".

وأضافت: "بالطبع تبدو القصة رائعةً من الخارج. حققتُ ذلك، ووصلت للأولمبياد. ولكن بثمنٍ باهظ".

 

مليون دولار مكافأة

وتعرَّض فريق الجمباز الأميركي لهجومٍ شديد للطريقة التي تناول بها قضايا التحرش الجنسي في أعقاب فضيحة نصار، وبعد تحقيق صحيفة إنديانابوليس ستار الأميركية، الذي كشف الإخفاق في إبلاغ السلطات عن العديد من ادعاءات التحرش الجنسي ضد المدربين وأعضاء طاقم العمل، في أكثر من 3500 نادي في الولايات المتحدة.

وأدى الضغط الشديد إلى استقالة ستيف بيني من منصب رئيس اتحاد الجمباز الأميركي، في مارس/آذار 2017، ولكنَّه حصل على مليون دولار قيمة مكافأة نهاية الخدمة، وهو ما أسفر عن موجة انتقاداتٍ شعبية.

وبعد أسبوع، أدلت كلٌّ من جايمي دانشر، الحاصلة على برونزية أولمبياد سيدني عام 2000، وجيسيكا هوارد، الحاصلة على بطولة الجمباز الإيقاعي الوطنية ثلاث مرات، بشهادتهما أمام الكونغرس الأميركي، بخصوص تعرُّضهما للتحرش الجنسي من قبل نصار.

وقالت جيمي دانشر أثناء جلسة الاستماع التي بلغت 90 دقيقة: "فشل اتحاد الجمباز الأميركي في أداء مسؤوليته الأساسية وحماية الرياضيين تحت رعايته".

وأضافت: "لا يتحدث الأطفال عادةً عما إذا كانوا قد تعرَّضوا للتحرش الجنسي، ولكن يعانون في صمت. يتعلمون أن يخضعوا لسلطة البالغين. وهذا صحيحٌ خصوصاً في عالم الجمباز شديد التنافسية. ولكن النساء يتحدثن. لذلك أنا هنا اليوم".

وتابعت: "فشلوا في اتخاذ إجراءاتٍ ضد المدربين والبالغين الآخرين الذين يتحرشون بالأطفال، وسمحوا لدكتور نصار بالتحرش بالشابات والفتيات لأكثر من 20 عاماً".

 

هو وزوجته

 

وأدلت دومينيك موشيانو، الحائزة ميداليةً ذهبيةً في أولمبياد أتلانتا 1996، أيضاً بشهادتها بخصوص "ثقافة الخوف والترهيب والإذلال" التي اختبرتها تحت قيادة مدربي الجمباز الأسطوريين بيلا كارولي وزوجته مارتا كارولي، اللذين ذُكِرَ اسمهما في دعوى مدنية للاعتداء الجسدي، بينما اعتذر مسؤول اللجنة الأولمبية الأميركية ريك أدامز عن فشل المنظمة في حماية الضحايا.

وقال متحدثٌ باسم اللجنة، الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2017، في تصريح لصحيفة الغارديان، إنَّه "معجب بشجاعة أولئك الفتيات مثل مكايلا، اللاتي تقدمن وشاركن تجاربهن الشخصية مع التحرش الجنسي. بفضل عزمهن، سيمكن محاسبة هؤلاء المتحرشين الآن على أفعالهم. ونحن، مثل الكثيرين، غاضبون ونشعر بالاشمئزاز مما اتُّهِمَ نصار بفعله. ونحن آسفون لكل الرياضيين الذين تعرَّضوا للأذى أثناء مسيرتهم الرياضية".

وأضاف: "نعمل على تغليظ وتعزيز سياساتنا وإجراءاتنا فيما يتعلق بالاعتداء الجنسي. ونوسّع من جهودنا التعليمية لزيادة الوعي بالعلامات التي يجب التنبه لها، للمراقبة والإبلاغ عن أي شكوكٍ في حدوث تحرش أو اعتداء، بما في ذلك الالتزام بتقديم تقريرٍ فوري".