تحت المجهر

هذا هو المغرب الذي يغيض الجزائر ...

إدريس شكري

أمام الانتصارات المتوالية التي تحققها الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس بالقارة الإفريقية، التي تحررت من الأسطوانة المشروخة للجزائر، وأدركت أن المغرب يحمل مشروعا حقيقيا لإقامة شراكات قوية بين دول الجنوب و الجنوب بعيدا عن منطق الصداقات واعتمادا على فلسفة الشراكات، التي تتأسس على معادلة رابح ـ رابح، لم يجد وزير خارجية الجرائر، التي ترزخ تحت وطأة حكم جنرالات قصر "المرادية" ما ينفس به على متوالية الهزائم التي منيت بلاده في المحافل الدولية، سوى اتهام البنوك المغربية بتبيض أموال الحشيش في الدول الإفريقية، علما أن المغرب يخوض حربا شرسة ضد تجار المخدرات، أثمرت الحد من نشاط العصابات الإجرامية التي تنشط في المجال، و سطر برنامجا تنمويا للحد من زراعة القنب الهندي عن طريق برامج تنموية تغني السكان المحليين عن هذه الزراعة مما قلص من المساحات المزروعة بشهادة المنظمات الدولية المختصة.

وقد نسي الوزير المسكين أن المغرب هو حامل لمشاريع باعتراف الدول الإفريقية نفسها، التي اقنعت بجدوى هذه المشاريع، وشرعت تتخلص تباعا من "السحر" الجزائري، وأن طائراته تحمل المسافرين فقط، و مصالحه الأمنية تترصد بكل من سولت له نفس أن يتخصص في تهريب المحرمات، بدليل الكميات المحجوزة كل أسبوع في مطاراته، والتي تجد في مطارات الجزائر ممرا لها، و نسي أيضا أن المغرب لا يحمل فقط مشاريع اقتصادية بل برامج توعوية دينية تحمي القارة السمراء من كل الأفكار المتطرفة التي وجدت في الجزائر مرتعا لها، مما جعله ( المغرب ) وجهة لتكوين الأئمة الأفارقة والواعظين والمرشدين الدينين ليغرفوا من معين إسلام التسامح والاعتدال.

الوزير الجزائري فقد جادة الصواب، وقال المغرب، حسب  ما ذكر الموقع الاخباري  tsa، أن  "المغرب الذي يصفه البعض كمثال ناجح للاستثمار في إفريقيا يقوم في الحقيقة بتبييض أموال الحشيش عبر فروعه البنكية في القارة".

الواقع أن ما يغيض وزير الخارجية الجزائري هو هذا النجاح الاستثماري الذي حققه المغرب في إفريقيا، في وقت تعجز فيه بلاده على الاستثمار فوق أراضيها مما يجعل الشعب الجزائري لا يتوقف على الاحتجاج بفعل الفقر المدقع الذي يعيش فيه.

وزير الخارجية الجزائر لم يعد يملك ما يقنع به القارة السمراء للانحياز لأطروحتها ضد المغرب، بعد أن نفذت خزائنها، التي كانت توزعها طولا وعرضا من أجل كسب الدعم والتأييد لترهاتها، أما المغرب فلا يوزع الأموال بل يضع بين أيادي إخوانه الإفارقة مشاريع مذرة للدخل وخالقة لفرص الشغل، وتشكل قاطرة للتنمية بما راكمه من خبرة وتجربة في خلق التنمية.

لقد تحركت آلة الدعاية الجزائرية من جديد، لكنها لن تجد من يسمع صوتها أو يقتنع بأطروحاتها، إلا وزير الخارجية الجزائري نفسه، والذي يكذب الكذبة ويصدقها، لأنه لم يعد في إفريقيا من يثق فيه.

هذه هي الحقيقة، فلم يعد يلتفت لإدعاءات و افتراءات الجزائر من القادة الأفارقة والشعوب الإفريقية أحد، بعدما ظلت طيلة أربعة عقود تكرر الكلام نفسه بصيغ مختلف، و بعدما خبرت أن المغرب "قد فمو قد ذراعو"، وقدم بالدليل والبرهان أنه لا ينافق أو يجامل أو يضع المساحيق، بل يتقدم بكل ثقة إلى الأمام من أجل قارة إفريقية تصيو إلى تحقيق التنمية والتقدم والازدهار.