رأي

مهدي عامري: كيف تكون صانعا للتفاؤل

أزمات، مشاكل، غلاء في المعيشة، قلق، توتر، جري مستميت وراء لقمة العيش. حياة صعبة كلها كفاح. يسيطر التّشاؤم على حياة الكثير من النّاس عندما يواجهون مصاعب الحياة المختلفة وتحدّياتها، وتراهم يقفون في محطّاتٍ كثيرةٍ من محطّات الحياة ليسيطر عليهم التّشاؤم، فترى عزيمتهم قد فترت، وقواهم قد ضعفت، وسيطر اليأس على قلوبهم وأرواحهم...

إنّ علاج التّشاؤم يكون بعلاج أسبابه، وبزرع روح التّفاؤل في حياة الإنسان، فالتّفاؤل هو نقيض التّشاؤم، وهو الحالة التي تجعل من الإنسان شخصاً محبّاً للحياة، يتطلّع إليها من منظورٍ إيجابيّ، ولا يرى الفشل في الحياة، ولكنّه دائماً يرى الأمل والنّجاح مهما خفت نوره.

أنت أمام مصادر عديدة للقلق والتّشاؤم في حياتك اليومية، لكنك لا تملك إلا أن تتسلح بالشجاعة وتطمح دوما إلى النجاح... أكثر من ذلك، لا تملك إلا أن تكون صانعا للتفاؤل... كي تكون هذه السطور مفيدة يجب علينا حتما أن نتفادى كل خلط ونحذر من مغبة الوقوع في الأوهام. أن تتمسك بالتفاؤل لا يعني أن تقع فريسة لأحلام صعبة التحقيق...

التفاؤل هو ما يجعل الإنسان سعيداً ومحباً للحياة ويرسم بارقة أمل في أذهان البشر ويجعلنا ننظر إلى المستقبل بنظرة متفتحة ومشرقة على مدى بعيد... لذا كيف نزرع التفاؤل بداخلنا؟ كيف ننشر البهجة أينما حللنا وارتحلنا؟ هل التفاؤل ألوان أم التفاؤل درجات؟ هل هناك مقياس للتفاؤل؟ هل هناك معنى حقيقي للتفاؤل؟ ما هيا قواعد التفاؤل؟ ما المقصود بالتفاؤل وما هي مبادئ وسياسات بناء التفاؤل داخل أنفسنا؟ ما هي كلمات التفاؤل؟ وكيف أكون متفائلاً؟

كل تلك الاسئلة تدور في خواطرنا ونريد إجابة عنها... لكن أهم إجابة عنها هي 6 خطوات إذا اتبعتها في حياتك اليومية أمكن لك أن تكون بامتياز صانعا للتفاؤل.

ما هي هذه الخطوات؟

1. كرر عبارات التفاؤل والقدرة على الإنجاز "أنا قادر على.. سأكون أفضل.. أستطيع الآن أن.."

2. استفد من تجاربك وعد إلى نجاحك السابق إذا راودك الشك في النجاح أو حاصرك الفشل

3. لا تشتك من الظروف المحيطة بك، بل حاول أن تستثمرها دائما لصالحك

4. ابتعد عن ترديد عبارات الكسل "أنا غير قادر.. لم أعد أتحمل.. أنا على غير ما يرام.. ليس لدي أمل في الحياة.."

5. سجل إنجازاتك ونجاحاتك في سجل حساباتك وعد إليه بين فترة وأخرى، وخاصة عند الإحساس بالإحباط

6. ابتعد عن رثاء نفسك وتغلب على مشاعر الألم ولا تدع الآخرين يشفقون عليك

والآن، إليك الاستراتيجية الثلاثية لصناعة التفاؤل:

1. انطلق كل صباح وأنت مفعمٌ بالحيويّة والنّشاط، ولا تجعل روح التّشاؤم تسيطر عليك، بل اشحن نفسك بروح التّفاؤل...

2. عش سلاماً داخليّاً مع نفسك، فمن تصالح مع نفسه قبل أن يتصالح مع النّاس سرت روح التّفاؤل في جسده وقلبه، فتراه إذا خرج من بيته وواجهته مصيبةٌ أو مشكلة قال بلسان المتفائل لعلّه خير، وهو بذلك يعبّر عن التّصالح والسّلام الدّاخلي الذي يعيشه في قلبه، كما يعبّر عن الإيمان بالخالق.

3. ابتعد عن الكلمات السّلبيّة التي تزرع التّشاؤم في القلب وقد يتداولها الكثير من النّاس مثل كلمة مستحيل، ولا يمكن، لن يحدث ذلك، ولن أرى خيراً، بل عوّد نفسك على سماع الكلمات التي تحمل البشرى والتّفاؤل للنّفس، والتي تكون دافعاً للبذل والعطاء في هذه الحياة.