امرأة

"فوضى" مسابقات ملكات الجمال في مصر: تتويج ثلاث ملكات جمال في شهر واحد

كفى بريس

فوضى كبيرة تشهدها مسابقات ملكات الجمال في مصر مؤخراً، حتى أن هناك ثلاث ملكات جمال تم تتويجهن في شهر واحد بمسميات مختلفة.
فما هي أسباب تلك الفوضى؟ وهل تحولت تلك المسابقات إلى "بيزنس" خاص يستغل الحالمات بلقب "ملكة جمال"؟
"لها" استوضحت حول هذا الأمر في التحقيق التالي.


في بدايات تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، فازت فرح شعبان بلقب ملكة جمال مصر للعالم 2017، في المسابقة المؤهلة لمسابقة دولية أخرى وهي ملكة جمال العالم، وفازت فرح بعد منافسة مع عدد كبير من الفتيات.
وكان من أهم شروط المسابقة، إقامة نشاط خيري لكل فتاة في بلدها، لذا اختارت فرح التي تدرس علوم الكمبيوتر بالجامعة البريطانية في القاهرة، أن تعمل على مشروع لتطوير سكان العشوائيات في مصر ومساعدتهم، كما أنها تحلم في المستقبل بأن تكون مبرمجة ومقدمة تلفزيونية لبرامج الأطفال.
ومسابقة ملكة جمال العالم أو (Miss World) التي فازت بها فرح في مصر، تأسست عام 1951 وتعقد سنوياً في إحدى مدن العالم، وتتنافس فيها أكثر من 100 فتاة ممن تم اختيارهن كملكات جمال في بلدانهن، على غرار فرح شعبان، للحصول على تاج "ملكة جمال العالم"، وستقام المسابقة العالمية هذا العام في الصين.
وعن مشاركتها في المسابقة، قالت فرح: "شاركت في هذه المسابقة وكان هدفي الأول الحصول على اللقب وإثبات أن جمال الوجه أو المظهر الخارجي ليس هو الشيء الأهم بالنسبة الى الفتيات، لكن الثقافة والمعرفة وجمال الروح أهم بكثير"، مؤكدة أنها تهوى السباحة والقراءة، وأن مثلها الأعلى هو أمينة شلباية، ملكة جمال مصر السابقة.

ملكة جمال مصر للعرب
وفي 20 تشرين الأول، تُوجت ملكة جمال ثانية لمصر، وهي رانيا مصطفى التي فازت بلقب ملكة جمال مصر للعرب لعام 2017، لتمثّل مصر في مسابقة ملكة جمال العرب (Miss Arab World) العام المقبل.
ضمّت لجنة تحكيم المسابقة التي أقيمت على هامش مهرجان السياحة العربية، الفنانين لوسي وشيرين وعمرو رمزي، الإعلامي محمد الغيطي، ورئيسة المسابقة الدكتورة حنان نصر.
رانيا مصطفى الفائزة في المسابقة، طالبة في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وهي الأولى على دفعتها، وتم تتويجها كملكة للسياحة في الأكاديمية، وتخرّجت بمرتبة الشرف. وعن فوزها قالت رانيا إنها شاركت في هذه المسابقة لتمثيل مصر في المحافل العربية، وتأمل بالفوز باللقب العربي الذي ستقام مسابقته في العام المقبل، وبأن تصبح سفيرة لمصر في دول العالم.
وملكة جمال العالم العربي، أو فتاة العالم العربي المثالية، هي مسابقة جمال تأسست في عام 2006، وتسعى الى اختيار الفتاة العربية التي تستطيع تمثيل بلدها وفق شروط معينة، أبرزها الجمال والثقافة والعادات والتقاليد العربية.

ملكة جمال مصر للكون
وفي 28 تشرين الأول، تُوجت ملكة جمال ثالثة لمصر، وهي فرح صدقي، والتي لها قصة مختلفة، وهي الفائزة بلقب ملكة جمال مصر للكون 2017، فبعد أن أخفقت فرح في تحقيق لقب "ملكة جمال مصر للعالم 2017"، تقدمت الى مسابقة أخرى وفازت بها في العام نفسه، وهي ملكة جمال مصر للكون، بعد أن خاضت منافسة شرسة مع تسع متسابقات.
وتكونت لجنة تحكيم مسابقة ملكة جمال مصر للكون، من هدى عبود منظمة المسابقة وملكة الجمال السابقة، مصمم الأزياء المشهور هاني البحيري، المصور خالد فضة، هبة سراج الدين خبيرة الموضة، أمينة شلباية ملكة جمال مصر السابقة، وأخيراً الفرنسية إيريس ميتينير ملكة جمال الكون لعام 2016، والتي زارت مصر للمشاركة في اختيار الفائزة في هذه المسابقة وتتويجها باللقب.
المسابقة التي فازت بها فرح في مصر، اسمها الدولي Miss Universe، وهي مسابقة دولية سنوية تأسست عام 1952، كانت تقام في لوس أنجلوس ثم انتقل مقرها إلى كاليفورنيا ثم إلى نيويورك، ويعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحد مؤسسي هذه المسابقة، وآخر من مثلت مصر في هذه المسابقة هي لارا دبانة ملكة جمال مصر للكون 2014، وهي ابنة شقيقة منظمة المسابقة في مصر هدى عبود، وتعتبر اللبنانية جورجينا رزق هي الفائزة العربية الوحيدة بمسابقة ملكة جمال الكون الدولية، وحصلت على اللقب في عام 1971.
وقالت فرح إن مشاركتها في هذه المسابقة جاءت دعماً لاسم مصر، لأن بلدها يحتاج إلى من يرفع اسمه في مسابقة ملكة جمال الكون. وبحسب والدها، فإن فرح الطالبة في كلية الألسن تجيد ست لغات، هي: العربية والإنكليزية والفرنسية والبرتغالية والإيطالية والإسبانية، وسافرت إلى دول أوروبية عدة.

ملكة جمال مصر للسياحة
وخلال أيام، تنتظر مصر ملكة جمال رابعة سيتم اختيارها، وهي ملكة جمال مصر للسياحة والبيئة، وهي مسابقة مؤهلة لمسابقة ملكة جمال العالم للسياحة والبيئة، وتشارك فيها أكثر من 50 متسابقة من دول العالم، وتقام سنوياً في شهر نيسان (أبريل).
وتمر المتقدمات الى المسابقة بمراحل عدة حتى الوصول إلى المتسابقات اللاتي يخضن التصفيات النهائية، وتم الاستقرار على 16 متسابقة بعد مرورهن باختبارات عدة على مدار شهر ونصف الشهر، إلى أن يتم اختيار إحداهن كملكة جمال مصر للسياحة والبيئة. وخلال المنافسة، تلتزم كل المتسابقات بتصميم فساتين مصنوعة من المخلفات البيئية، كالورق والزجاجات البلاستيكية، إلى جانب تنظيم حملات على الإنترنت للتعريف بالمناطق السياحية في مصر، والتسويق لها، ونشر معلومات عنها بلغات مختلفة.

ممارسات غير قانونية
بدورها، تقدمت النائب البرلمانية، سولاف درويش، ببيان عاجل لمجلس النواب، تطالب فيه بتقنين أوضاع هذه المسابقات، كونها مسابقات غير قانونية وتشوّه صورة الفتاة المصرية، وعن بيانها أوضحت: "تقدمت بهذا البيان بعدما رأيت فوضى كبيرة في هذه المسابقات، فأردت أن أضع هذه المسابقات تحت مظلة الحكومة، وأن تتم وفق معايير تضعها الحكومة المصرية، وتحت رقابة من الدولة تحافظ على فتيات مصر وعلى عاداتنا وتقاليدنا".
وأضافت: "من المهم جداً أن يتم رفع اسم مصر في كل المحافل، لكن لا بد أن تكون هناك ضوابط، وأن تكون هناك مسابقة رسمية حكومية تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، أما ما يحدث الآن فهو حفلات ليست لها علاقة باسم مصر، ولا تمت إليها بصلة، وما هي إلا استغلال لاسم مصر للتربح المادي، وتحقيق مصالح شخصية لهؤلاء المنظمين".
وطالبت درويش مجلس الوزراء المصري بضرورة وضع قانون ثابت ينظم هذا المسابقات ويديرها، "حتى لا تكون مصر وفتياتها صيداً سهلاً لكل من يريد تحقيق مكاسب مادية"، مؤكدة ضرورة اعتماد الحكومة مسابقة رسمية تشارك باسم مصر في المسابقة الدولية الرسمية، لحماية اسم مصر وللحفاظ على المرأة المصرية وعدم تشويه صورتها، وإلغاء دور المصريات الفكري والإبداعي والثقافي في المجتمع، وتصبح الفتاة في هذه المسابقات مجرد تمثال يسعى هؤلاء المنظمون الى كسب المال من ورائه".

مسابقات دولية
تقول خلود عز، ملكة الجمال السابقة، ومديرة مسابقة ملكة جمال مصر للسياحة والبيئة: "هناك مسابقات كثيرة ليست جدية، لكنْ هناك معيار يمكن من خلاله أن يحكم الناس على مدى جدية هذه المسابقة، وهو أن تكون هناك مسابقة دولية كبرى تعمل من خلالها هذه المسابقة في مصر وتكون تابعة لها، ونحن في مسابقة (Miss eco egypt)، نعمل في مصر، ثم تذهب الفتاة التي يتم اختيارها لتمثلنا في دول أخرى بمسابقة دولية، أما (Miss Eco International) فلسنا المؤسسين لهذه المسابقة في العالم، لكن هناك منظمة دولية ترسل لنا المعايير والشروط التي نعمل من خلالها.
وتؤكد خلود أن مسابقات ملكات الجمال تنظم في مصر بمعرفة الدولة والحكومة المصرية وبتصريحات من منظمات دولية، وتتابع: "لا أظن أن تلك المسابقات مخالفة للوائح الحكومة، بخاصة أن هناك مسابقات تقام في مصر بصورة دورية منذ عشرات السنين، ولم تعارضها الدولة أو تقف في وجهها، فهذه المسابقات ليست مصرية حتى تتم مطالبتها بالحصول على تراخيص من الحكومة ، فهي أسستها وتنظمها وتشرف عليها منظمات دولية معروفة، وهذه هي الحال في كل دول العالم، ولا تتدخل الحكومات في هذا الأمر".

المسابقة الرسمية
يقول هاني البحيري، مصمم الأزياء المشهور وأحد أعضاء هيئة التحكيم في مسابقة "ملكة جمال مصر للكون": "عندما نريد التحدث عن مسابقة ملكة الجمال في مصر، فلا بد أن نتحدث عن مسابقة ملكة جمال مصر للكون (miss egypt universe)، التي أقيمت في أحد فنادق القاهرة الشهيرة، وحضرتها ملكة جمال الكون الفرنسية إيريس ميتينير، وتوجت المتسابقة المصرية بالتاج والوشاح، وهي أكبر مسابقة في هذه المسابقات، وهي التي فازت فيها فرح صدقي، وهي المسابقة الوحيدة التي أعترف بها وشاركت فيها كمصمم لأزياء المتسابقات وكعضو في هيئة التحكيم، وأنا لا أدخل في أي مسابقة إلا إذا كنت متأكداً من الجهة المنظمة لها".
ويضيف البحيري: "مسابقة ملكة جمال مصر للكون تنظمها ملكة جمال مصر سابقاً، هدى عبود، وهي المسابقة الرسمية في مصر، أنا لا أهاجم أي مسابقة ولا أي جهة منظمة، لكن أؤكد أن ملكة جمال الكون هي الأساس والمعترف بها دولياً، وشاركت فيها هبة سراج الدين ابنة سراج الدين باشا، السياسي المصري المعروف، والسيدة سوزان ثابت، وهي صاحبة أكبر مجلات الموضة، وخالد فضة مصور المشاهير وهاني البحيري (كمحكمين)".