رأي

محمد بودويك دفاعا عن حرية التفكير والتعبير (صحيح البخاري .. نهاية أسطورة)

تقديس الماضي، تقديس التراث، تقديس السلف "الصالح"، وإضفاء هالة أسطورية عليه، وتصنيم القديم، يكاد يكون وقفا على المجتمع العربي – الإسلامي، إذ أن شعوب الحضارات الكبرى الموغلة في القدم، مثل الصينيين، والهنود، واليابانيين، منخرطون في سؤال / أسئلة الزمن الجاري، وتحولاته، قدر ما هم معتزون ومرتبطون بتراثهم المعماري، والشعري، والديني، والتصويري، والموسيقي.

لقد عرفت شعوب آسيا وافريقيا الناهضة، كيف تظل مرتبطة بماضيها المشرق ثقافيا وحضاريا، فيما هي تجترح ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وبيئيا، آفاق الحاضر، وتشرئب نحو المستقبل.

ولربما أن لعقدة الإسلام، دورا في تمجيد وتقديس ماضي المسلمين، بما هي خلفية عنصرية تفضيلية تمييزية، ترفع مقام المسلم، وتحط من مقام الآخرين، الأغيار غير المسلمين، مهما أوتوا من علم، وأحرزوا من تقدم ورفاه.

ولهذا، نُلْفي "نخبا" إسلامية، على درجة معتبرة من العلم الديني والفقهي، لا تبغي غير الإسلام دينا، وشرعة، ومنهاجا، وطريقا إلى الخروج من التخلف، والتدهور العام الذي نعانيه شرقا وغربا في أرض الإسلام والمسلمين. ونجدهم أول من يتصدى للفكر الحر، الفكر المختلف، والتعبير الجديد المخالف لنظرتهم، وتحليلهم، ومقاربتهم للظواهر والوقائع والأحداث، ضاربين عرض الحائط بآي الذكر الحكيم الذي حث ومجد حرية التعبير والتفكير والاختلاف، في قوله مثلا (وجادلهم بالتي هي أحسن)، (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

والأنكى من تحجرهم، وتموقعهم في مربع ضيق خانق لا يبرحونه، رَمْيُهُم المخالفين لهم، المقاربين للدين بأدوات منهجية حديثة، وعقل حي منفتح، بالسقوط، والمؤامرة، والوكالة، وخدمة أجندة صهيونية وأمبريالية. بل وتجريدهم من الفكر والعلم والبحث، والنيل من شخصيتهم، وكرامتهم، وتسفيههم، وَتَتْفيه ما يقولون، وما يكتبون، كأن هؤلاء المتحجرين الماضويين أوتوا خزائن العلم، وحازوا مفاتيحها، ومغاليقها.

أما مناسبة هذا الكلام، فهو صدور كتاب الكاتب والباحث الشاب رشيد أيلال، المعنون ب: (صحيح البخاري.. نهاية أسطورة).

لقد قامت قيامة رهط من الفقهاء، والسلفيين، فيهم من أوتي نصيبا من العلم والتفقه والتحري، وفيهم من أوتي القشور والضحالة، والإرغاء والإزباد فقط. ونسي هذا الرهط أو تناسى أن الكتاب يضع نفسه رهن إشارة المتلقين على اختلاف مشاربهم، وتوجهاتهم، وقناعاتهم، وخلفياتهم ومرجعياتهم.

يضع نفسه أمامهم، عارضا جملة من آراء ومواقف اجتهادية مؤسسة على منهجية علمية، وقراءة فاحصة تمحيصية تعتمد قواعد الكوديكولوجيا، التي تنتمي، إلى على دراسة المخطوطات، وأن المناظرة والنقاش الهادئيْن العلميَيْن المتبصريْن الديمقراطيَيْن، هما ما ينتصر للكتاب، أو يفند ما تضمنه من تحليل وشرح يحاول نزع الهالة الأسطورية عن الإمام البخاري الذي مَاهَى الفقه التقليدي "صحيحه"، بالقرآن، حتى اعْتُبِر لدى الكثيرين، وفي مقدمتهم العامة، والطلبة، والمتعلمون، أن صحيحه هو أصح كتاب بعد القرآن الكريم، وأنه يليه في الرتبة والدرجة، إن لم يَفُقْهُ من حيث الاتكاء عليه في استصدار الفتاوى والآراء والأحكام وغيرها. واستخدامه عند كل صيحة. بل اعتبر مصدرا تشريعيا بالغ الأهمية لا يطوله الشك، ولا تشوبه شائبة من غلط أو سهو أو دس، أو افتراء.

إن الباحث رشيد أيلان قام بما رآه حقا، ومنطقا، وتقويما، وضرورة نقدية حيوية لكتاب ينطوي على أحاديث نبوية فيها الكثير مما يتعارض مع الوحي المنزل، مع القرآن الحكيم. وفيما العَرَمْرم الذي يسيء إلى سيرة الرسول الكريم، وفعله، وعمله، وتقريره.

فهل الإمام البخاري هو واضع الكتاب فعلا؟، متى؟، وكيف؟. وهل ما جَمَّعَ من أحاديث، وبوّبَها في جهد جهيد لافت ومشكور، لها علقة فعلية موثقة أكيدة بالرسول صلى الله عليه وسلم؟.

فإذا كان الجواب بنعم، فإن اتخاذ "الصحيح" كمصدر تشريعي ثانٍ، مجانب للحقيقة والواقع الإسلامي كما ثبته الرسالة السماوية، ورَبَّاه ونَمّاه نبينا من خلال علائقه، وقيادته، وتصرفاته، وحكمته، وسلوكه، وصلته بالصحابة، والنساء، والمشركين، وأهل الكتاب.

ولا يجهلن أحد علينا، ويرفع في وجوهنا، صوته، وعقيرته بغية إسكاتنا، وإخراسنا، وتخويفنا، وتأليب العامة علينا، مستغلا أمية الكثيرين، وثقتهم في مركزه، ومنصبه، والمكانة التي تبوَّأَها، أو بُوّيءَ فيها.

وليس من شك –أيضا- أن العلماء يعرفون ذلك، ويحدثون به أنفسهم. يعرفون أن ما جاء في "صحيح البخاري" لي صحيحا كله، بل جله مضاف وملحق ومهزوز، لا يثبت أمام النصوص الصريحة القرآنية، وما أوثر عن صاحب الرسالة من فضائل، وخلق كريم، وقدوة حسنة حتى قال عنه سبحانه : (وإنك لعلى خلق عظيم). وقال عن نفسه : (أدبني ربي فأحسن تأديبي).

لقد هاج بعض السلفين وماجوا، وَكالوا لـِ "أيلال"، الشتائم والسباب، وأمطروا كتابه بألفاظ تحقيرية، وتسفيهه، كما رموه – ملازمةً- بالكفر والبهتان والإلحاد. وها هو الأستاذ مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي لوجدة، يخصص عشر ملايين (10 ملايين سنتيم) لمن يرد على الكتاب بالدلائل والحجج، والبينات. مما يدل على ضيق صدره، وارتباكه، وتنطعه، وخوفه من المقابلة والجدل والسجال والمناظرة، والاختلاف، ناسيا أن الحقائق نسبية، وأن البخاري بشر يخطيء ويصيب، وليس نبيا معصوما. وأنه زين للخلفاء العباسيين ظلمهم وجورهم برواية أحاديث (نبوية) تخدمهم وترعى استبدادهم، وتبرره وتديمه.

وها هو أحد الساجعين المغمورين يصف الباحث بقوله: (أحد زنادقة غلمان بني علمان نطق على لسانه الشيطان)، يقول ذلك، مثلما فعل الأستاذ بن حمزة، من دون قراءة ولا إطلاع على الكتاب في مكابرة، وغطرسة وانتفاخ، وَتَنَفُّج، وطاووسية مرضية تُضْحِك، وتكشف عن حقيقة أصحابها الهشة والمتآكلة.

لاَ مِرَاء في أن إشكالية الحديث النبوي، هي إشكالية معقدة، والبحث والحفر فيها ، يتطلبان جرأة وشجاعة، معضودة بالعلم والمعرفة والحجة وغيرها.

ما يعني أن إعمال العقل والنباهة للتخلص من أوهام ترسبت في الذهنية الإسلامية، مرغوب ومطلوب، وَمُسْتحث، إذا شئنا أن ننقذ مجتمعاتنا العربية الإسلامية مما هي فيه من جهالة و ظلام، وتخلف وخرافة، باستخدامها وتصديقها لأحاديث نبوية مكذوبة على خير الورى، صنعتها وَصاغتها أيادٍ آثمةٌ، وفرضتها إيديولوجية الحاكمين على مدار قرون من أجل تكريس وتأبيد الخرافة والغيب، ومعاداة المرأة والتقدم، والتحرر، والتحلل من أصفاد الماضي، واشتراطات الظروف التاريخية التي نشأ فيها الحديث النبوي، وتمت إحاطته بالقدسية المَهُولَة كأنه وحي منزل، حتى تستمر الهيمنة الجائرة، ويجد الاستبداد المتسلط سندا نبويا يتكيء عليه، ويستلهمه ليحمي جريرتة، وتفوقه، وتهتكه، وإيروسياته.

يعرف علماؤنا في كافة العالم الإسلامي، أن الرسول نهى عن كتابة وتدوين أحاديثه، وأمر – في المقابل - بكتابة القرآن الكريم، درْءاً للخلط، وإبعادا للبشري عن الإلهي. ويعرفون أكثر منا، أن الحديث النبوي ليس مصدر تشريع، وأنه ليس مقدسا. فمعظم ما ورد في الصحاح والمتون، وغيرها، عند أهل السنة، لا تعترف به الشيعة. والعكس بالعكس.

كما أن الحديث النبوي لا يفسر القرآن الكريم في معظمه، ولا يشرحه، مثلما يؤكد العلماء الأفاضل، والمفكرون المتنورون.

زد على ذلك، أن الأحاديث التي تدور حول ما يسمى ب أسباب النزول، والتي تُعْتَمَد في الأحكام والفقه، رواها الصحابة، ولم تنسب للرسول الكريم.

إن "صحيح البخاري" الذي ليس صحيحا في أتَمِّه: شكلا ومضمونا، القائم على أحاديث نبوية مروية من لدن جمع معين من الصحابة، يفتقر إلى الثبوتية العلمية، والوثوقية التاريخية النصية، والحجية اللسانية للقرن السابع الميلادي. كما أن اعتماده على العنعنعة يطعن في صدقية بعض المروي منه، إذ العنعنة تستند إلى النقل، والرواية : (وما أكثر ما تكون ابتداعية ومغرضة )، لا إلى العقل. والصحابة عباد من عبيد الله يخطئون ويصيبون، يعلمون ويجهلون. ويكفي أن نشير إلى جملة من الآيات نزلت فيهم تنتقدهم، وتدعوهم إلى الهدى والصلاح، وتصحح مسارهم، حتى إن سورة "التوبة" سميت ب : (الفاضحة)، لأنها أظهرت حقائق الكثير منهم فترتئذ.

دعونا –الآن- نُطِلَّ على أكثر الصحابة رواية، وأكثرهم حضورا في الصحيح، وهل هم عدول وأهل للثقة؟.

أما أولهم فهو أبو هريرة الدوسي الذي روى أكثر من (5374) حديثا، علما أن لقاءه بالرسول الكريم لم يزد عن السنة وتسعة أشهر (1 سنة و9 أشهر)، ومع ذلك، فقد كان أكثر الصحابة رواية وَسَيَلاَنا، مما جعل الصحابة وعلى رأسهم السيدة عائشة أم المؤمنين، يتهمونه، وينكرون عليه ذلك، ويرتابون في أمره.

نشأ فقيرا مُعْدَما، وسرعان ما قفز من فقر إلى بَطْر في سنين معدودات. فقد وَلاّه الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، الولاية على البحرين، وما عتم أن عزله بعدما نما إلى علمه أنه (أبو هريرة) يملك عشرين ألفا من بيت مال المسلمين. فقال عمر في رسالة جوابية بعد سؤاله: من أين لك هذا؟ : [عدوا لله والإسلام، عدوا لله ولكتابه، سرقت مال الله حين استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين، ما رجعت بك أميمة إلا لرعاية الحمير]. ثم منعه من رواية الحديث النبوي، بقوله : [لتتركن الحديث أو لأُلْحِقنَّك بأرض القرود أو بأرض دوس].

وأن الخليفة عليا بن أبي طالب قال فيه : (أكذب الناس أبو هريرة الدوسي)، حسبما جاء في كتاب [تاريخ آداب العرب] لمصطفى صادق الرافعي. والسؤال هو : هل يصح اعتماد روايات هذا الراوي الذي قال فيه خليفتان راشدان جليلان ما قالاه. فإذن، سقط جزء من الصحيح. أما السيدة عائشة أم المؤمنين، فإن سيرة حياتها ملأى بالصراعات، والخلاف مع الآخرين. مع الخليفيتين: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومع ضَرَّاتِها زوجات الرسول. هي من سَمَّى عثمان بن عفان نعثلا، إسوة بيهودي كان يقطن المدينة. وهي من قال : (اقتلوا نعثلا فقد كفر).

والسيدة عائشة هي التي قالت، في لحظة ندم وَوَخْز ضمير : (وددت أني إذا مت كنت نسيا منسيا)، وطلبت أن لا تدفن مع النبي قائلة : (إني قد أحدثت بعد رسول الله، فادفنوني مع أزواح النبي).

فامرأة كريمة، عالية القدر والجاه مثل عائشة، إذ تقول ذلك كما جاء في كتب السير والتاريخ، تكون قد أشارت بطريق مضمر، وإشارة خفية إلى توجيهها للأحداث، وصنع بعضها.

ونأتي إلى الصحابي عبد الله بن عباس الموصوف ب : (حبر الأمة)

فالحبر هذا ولد قبل الهجرة بسنة أو سنتين، ما يعني أن عمره لم يتجاوز أحد عشر سنة (11 سنة)، عندما توفي الرسول. ومع ذلك : (يا للهول)، روى حوالي : 1660 حديثا !! أثبتها البخاري ومسلم في صحيحهما. وعلى رغم ما يقال إنه لازم رسول الله خلال تلك الفترة، فإن الأمر لا يتخطى إعداده الوضوءَ للنبي مرة، والصلاة خلفه وهو طفل.

ولعلنا نرى أنه من الأنسب أن نشيرإلى خلافه المبدئي الأخلاقي الائتماني وصراعه الكلامي والديني والفكري مع ابن عمه الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب، حيث إن الأمر يتعلق كذلك – مثلما هي الحال مع أبي هريرة- باختلاس بيت مال المسلمين.

وهاك رسالة علي كرم الله وجهه، إليه : [أفما تؤمن بالمعاد، ولا تخاف سوء الحساب. أما تعلم أنك تأكل حراما وتشرب حراما؟. أو ما يعظم عليك وعندك أنك تستثمن الإماء، وتنكح النساء بأموال اليتامى والأرامل، والمجاهدين الذين أفاء الله عليهم البلاد؟. فاتَّقِ الله. وَأَدِّ أموال القوم، فإنك، والله، إِلاَّ تفعل ذلك ثم أمكنني الله منك لأعذرن إلى الله فيك حتى آخذ الحق وأرده، وأقمع الظالم، وأنصف المظلوم، والسلام].

فماذا كان رد حبر الأمة المؤتمن على بيت مال المسلمين؟. كان رده الصاعق هو ذا : (لئن لم تدعني من أساطيرك لأحملن هذا المال إلى معاوية يقاتلك به).

فهل يثاق في مرويات وروايات هذا الصحابي؟. ذلك أن سارق بيت المال، سهل عليه، وميسر تماما، أن يتلاعب في الأحاديث ، حتى يضفي على خلافة معاوية بن أبي سفيان، الأحقية والمشروعية والأفضلية على خلافة علي؟، فضلا عن أطماع دَنِيَّة أخرى يبني لها الأحاديث بناء، كما فعل بعضهم.

وقد انطوى "الصحيح"، وطوى بين دَفَّتَيْه ما ليس صحيحا البتة فيما يتعلق بالمعطيات العلمية، وأوجه المنطق والتقدم التي يعرفها زمننا. ذلك أن معظم ما ورد من أحاديث في شؤون الكون، والفلك، والعلم وغيرها، يضع الخرافة في الصدارة، ويبعد العلم، والعقل فراسخ ضوئية.

وها أنا أجتريء وأقتطف ما يثبت رأيي : (فالشمس تذهب كل يوم تحت عرش ربها).

(وآدم طوله سبعون ذراعا، أي ما يعادل بناء 12 طابقا).

علما أن الحفريات الجيلوجية التي كشفت على الأعصر العتيقة الضاربة في ليل التاريخ، لم تعثر على ما يدعم الحديث النبوي.

وورد في الصحيح (أن الحبة السوداء تشفي من كل داء)، لكنها لم تثبت فاعليتها في أمراض سائدة كثيرة اليوم،

(والعظام تفنى ما عدا عجب الذنب).

(والقردة تزني وترجمها القرود عقوبة لها).

(وملك الموت أعور فقأ موسى عينه).

إلى غير ذلك من الأحاديث التي ندرجها للأسف، في باب الأسطورة والخرافة، والهذيان، لا في باب العلم، ومعطيات الأنوار والحضارة والتكنولوجيا.

وليس بمستغرب أن تتسرب الخرافة والشعوذة والأسطورة إلى كثير مما روي، وأدخله البخاري في "صحيحه". فالمدة الفاصلة بين الشروع في جمع الحديث وكتابته وتدوينه، واتخاذه مخرجا لكثير من مُلِّماتِ الخلفاء والسلاطين بعد إعادة صوغه وتركيبه، وإسناده، تقدر بمئة وخمسين عاما (150 عاما بعد موت الرسول الأكرم).

وقد روي عن النبي أنه قال : (لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، ومن كتب عني شيئا غير القرآن، فَلْيَمْحُهُ).

ألم يقرأ الإمام البخاري والإمام مسلم وغيرهما هذا الحديث الذي تواتر في أكثر من كتاب ومصنف؟.

وإذن، لماذا أصر الإمامان، وباقي الأئمة على تجاوز كلام رسول الله الأكرم وأعرضوا عنه ودونوا، ما لم يبتغه، بل كرهه، عنوةً، وعلى رغم أنفه؟؟. لماذا؟؟.

من هنا، يتضح جليا، ويبرر واضحا وصدقيا، ما اتخذه بعض مفكرينا المتنورين الذين يخوضون في الإسلاميات، بغية غربلتها من الشوائب الخرافية، والهذيانات، والاستيهامات، في أمر تسميتهم ب: "القرآنيين"، معتبرين أن للإسلام العظيم، مصدرا واحدا ووحيدا، هو الكتاب المنزل، الموحى به، القرآن الكريم.

ولست أجد – في الأخير- أفضل من الآية الكريمة التالية، كخاتمة، لهذه الورقة. وهي الآية التي يجب أن نقرأها بإمعان ونتدبرها تَدَبُّراً :

(وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا، ربنا آتهم ضِعْفين من العذاب والْعَنْهُم لَعْنا كثيرا). (الأحزاب 67-68).

صدق الله العظيم.