تحت المجهر

دفاعا عن القدس.. الملك محمد السادس يضع ترامب امام الحقيقة و يبعث رسالة اطمئنان للشعب الفلسطيني

كفى بريس

عكست رسالة الملك محمد السادس الى الرئيس الامريكي دونالد ترامب انشغالا حقيقيا بهموم الامتين العربية و الاسلامية, و التزاما شخصيا للملك بمصير القدس اولى القبلتين و ثالث الحرمين.
كما تعبر عن تحمل الملك محمد السادس لمسؤوليته التاريخية الكاملة بصفته رئيسا للجنة القدس في الدفاع عن المبادئ الاساسية و المواقف الثابثة للمغرب و العالم الاسلامي ازاء وضعية المدينة المقدسة.
لم يجنح الملك للصمت بل قرر اثارة انتبهاه الرئيس الامريكي الى ما قد يترتب عن الاعتراف بالقدس دولة لفلسطين.

ان الرسالة الملكية الى الرئيس ترامب بما تحمله من تحذير وتنبيه واضح، تأتي في ظرفية حساسة وتايخية معقدة وخطيرة على القدس وسكانها المقدسيين لأن  "سلطات الاحتلال أقدمت على إغلاق المسجد الأقصى منذ الجمعة الماضي -كما قال الملك- ولا يزال المسجد مغلقًا بسبب تعنّت الاحتلال ونصبه بوابات إلكترونيّة على أبواب الأقصى، لتشديد قبضته، وتعزيز سيطرته وتحكمه في حركة الدخول والخروج من المسجد، وفي هذا اعتداء صارخ على قدسيّة مسرى نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلّم، وشقيق الحرمين الشريفيْن".

 ان فلسطين وعاصمتها القدس العربية لم تكن مجرد جغرافيا ومنطقة بعيدة عن ملك المغرب وحكومته وشعبه وانما هي في صلب اهتماماتهم الى حد اعتبارها القضية الثانية بعد قضية وحدتنا الترابية لأن بيننا لغة ودين وموروث حضاري ونسب أصيل ممهور بدماء آلاف الشهداء المغاربة الذين أراقوا أرواحهم الطاهرة على أرض فلسطين ويشهد على ذلك التاريخ مجسّدًا في باب المغاربة بالقدس المحتلة.
 ان المغرب لم يغادر مربع الدفاع عن فلسطين إبان الحقب المتعاقبة، خاصة في العصر الحديث، منذ مشاركة أبنائها الفاعلة في مؤتمر الحاج أمين الحسيني بالقدس عام 1931، مرورًا بالرفض الملكي لقرار تقسيم فلسطين 1947، وليس انتهاء بالمبادرة المغربية الجليلة المتمثلة بإنشاء لجنة القدس، التي هي الآن برئاسة الملك محمد الساس.
 لقد قال الملك في رسالته وبالصراحة والوضوح معهودين فيه، أنه لا يمكن السكوت على محاولات الاحتلال الإسرائيليّ لفرض واقع جديد على الأقصى، يتحوّل فيه الاحتلال إلى المتحكِّم بمصير المسجد بمباركة من الرئيس ترامب والادارة الأمريكية واعتراف مقيت وماكر بأن القدس هي عاصمة اسرائيل الأبدية.
و في نفس الوقت حمل اتصال الملك برئيس السلطة الفلسطينية رسالة اطمئنان الى الشعب الفلسطيني و الامتين العربية و الاسلامية. ذلك ان المغرب لن يترك القدس في مهب اهواء الرئيس الامريكي و لا الشعب الفلسطيني في القبضة الحديدية لحكام اسرائيل.

الملك محمد السادس يقدم درسا جديدا في ظل التمزق الذي تعيشه الامة و الخنوع و الاستسلام الذي يعيشه الكثيرون , لانه رجل مبدا و مدافع شرس عن قيم تكاد تزول و لا يخشى في قول الحق لومة لائم.