قضايا

أليس الحكم بالإعدام على حامد بن حيدرة بمنكر؟

جواد مبروكي

إخواني المواطنين المغاربة، إخواني العرب، إخواني في الإنسانية، ربما قد وصلكم الخبر أو لا، وهو أن المحكمة اليمنية الجزائية المختصة التابعة للحوثيين في صنعاء أصدرت يوم الاثنين 2 يناير 2018 حكما بالإعدام على المواطن اليمني "حامد بن حيدرة" بسبب معتقداته الدينية، مع مصادرة كافة أمواله؛ وجاء هذا الحكم بعد حوالي 4 سنوات من اعتقاله، وبعد مماطلات وتأجيلات متعددة بهدف التلاعب بقضيته، إذ تعرض خلال هذه المدة للتعذيب الشديد وسوء المعاملة والحبس الانفرادي لفترات طويلة. فقد قام الأمن القومي منذ الأشهر الأولى لاختطاف حامد بن حيدرة بإخضاعه لأشد أنواع التعذيب والصعق الكهربائي لإجباره على التوقيع على اعترافات كاذبة.

هل النفس التي خلقها الله ونفخ فيها نسمة الحياة يجوز لنا أن ننزعها من صاحبها لمجرد اختلاف العقيدة؟ هل حُرمة النفس الإنسانية عند الله فيها تمييز واختلاف؟ لماذا نخرج في الشوارع للحراك ضد الظلم والمنكر؟ لماذا نرفع الأعلام وتعلو الحناجر طلبا لحقوق الإنسان ولحرية الفكر والتعبير؟ لماذا تصادق أوطاننا على الاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ونصفق لها؟ لماذا نسعى إلى بناء الحضارة وإقامة الديمقراطية في أوطاننا؟ لماذا نتجه إلى الله بالصلاة والدعاء عدة مرات في اليوم؟ لماذا نسعى إلى ترقية أرواحنا ونحاول التقرب من العتبة الإلهية؟ لماذا نعتز بأنفسنا ونحكم بالإعدام على نفس أخرى تتجه إلى نفس العتبة الإلهية بمنهاج آخر؟.

هل أمرنا الله بقتل النفوس أم بإحيائها؟ هل هناك إلهٌ لكل دين أم هناك إلهٌ واحدٌ للجميع؟ هل الرحيمُ ليس هو الرحمان؟ هل الخالق ليس هو المبدع؟ هل ملك يوم الدين ليس هو الله الحي القيوم؟ فإذا حرَّم الخالق قتل المخلوق فكيف للمخلوق أن يحكم بالإعدام على أخيه في الخلق وهو من صُنع خالقه؟.

فدين الله واحد، والله واحد أحد، وكل مخلوقاته واحدة، وهي كأوراق شجرة واحدة، فكيف للمخلوق أن يُحرف مشيئة الله ويحل نفسه محل الله تعالى ويحكم بإعدام خلق الله وسلب أموالهم وحياتهم؟.

إن الله عز وجل هو الذي يسأل كل واحد منا عن إيمانه، والحق سبحانه هو الوحيد العليم بـما في صدورنا؛ وهو الذي يعفو ويغفر ويرحم بمشيئته، فكيف للإنسان مهما كان أن يتطاول على القدرة الإلهية وينتهك حرمة المشيئة المنزهة؟.

بأي حق وبأي عدل وبأي قانون وبأي إنسانية يسلب الإنسان حياة أخيه الإنسان لأنه يدعو إلى محبة الخالق والسلم والسلام؟.

وهل يحكم القضاء على إنسان بسبب عقيدته وأفكاره أم بناءً على أعماله؟ فماذا فعل حامد حيدرة كي يُحكم عليه بالموت؟ هل قتل إنساناً؟ هل ظلم شخصاً أو ارتكب جرماً؟ هل خان وطنه؟ هل لأنه بهائي يؤمن بالله الواحد وبجميع الرسالات الإلهية؟.

إذا كان الحكم بالإعدام على بن حيدرة من باب العدل الإلهي فاحكموا علي كذلك بالإعدام..

إذا كان الحكم بالإعدام على بن حيدرة من باب العدالة القانونية فاحكموا علي كذلك بالموت.

إذا كان الحكم بالإعدام على بن حيدرة في خدمة حقوق الإنسان والبشرية جمعاء فاحكموا علي أيضاً بالإعدام، لأنني بهائي مثله.