رأي

عمر أوشن: شعب يسكر و يقامر و يشاهد البورنو لكنه يصوت على الإسلاميين

عمر اوشن

نحن مجتمع الخوف.

نحن جماهير التخنزيرة الدائمة..

الخوف أبشع غريزة بشرية.. لكنه يسككنا في كل لحظة..

خوف و لا ثقة في كل شيء..

لا ثقة في المحكمة و لا في الطبيب و لا في الكوميسارية و لا في الموثق و المحافظة و البرلمان و الحكومة و المدرسة وفقيه الجامع و الصحافة.

نحن الجماهير التي تمارس النفاق في أبهى صوره.

هذا من فضل ربي..و العالم كله يشهد أنه لص لا غير.

شعب يسافر عبر القارات آلاف الكيلومترات ليتعرى و يرجم الشيطان بينما الشيطان الحقيقي تركه قريبا منه..

نحن شعب ينجب الصبيان ليضربهم و يكويهم بالنار و يعلقهم و يكسر وجوههم و يطلب بهم الصدقات في الرصيف..

نحن شعب يسكر و يشرب و يلعب التيرسي و يشاهد البورنو كل مساء لكنه يصوت على الإسلاميين..

نحن شعب له نخب سياسية تبرر وجودها بحضور الاعراس و العقيقة و الجنازات و تخبئ راسها في الرمال حينما تسمع الحديث عن مراكمة التعويضات و أجور الوزراء .

نحن شعب جمعة مباركة.

شعب يفعلها من 16 لكنه لا يأكل لحم الخنزير..

شعب يتشفى في صحافي يقف أمام المحاكم كان يدافع عن قضاياه..

بلد لا زال يدرس أطفاله في مقررات المدرسة كيف تخرج زكاة بشاة عمرها سنة عن خمسة إبل دار عليهم العام..الله يحد البأس.

شعب بنكيران الذي جاء لإصلاح الصناديق المنهوبة على ظهر الفئات الفقيرة .

نحن شعب يطلب تدخل البوليس و الجدارمية و المحاكم في قضايا ممارسة الحب و الجنس بشكل حر..

نحن أمة الفصل 222 من القانون الجنائي..و تنهشنا الغيرة على رمضان لو وجدنا مشردا يشرب ماء . طبعا نغير المنكر و نشبعه ضربا قبل أن تتابعه الدولة بالقانون.؟؟؟

نحن شعب لا يشعل أضواء السيارات إلا في الليل.

ظلام فترات الأمطار والضباب لا تشعل فيه الأضواء..

نحن شعب يجمع المال بطرق ملتبسة غامضة لبناء المساجد في كل حي و زنقة و دوار و درب و قرية لكنه لن يدفع سنتيما لبناء مدرسة أو مركز صحي أو إصلاح طريق.

نحن شعب يدفع ضريبة على التلفزيون ليتفرج على دنيا باطما و رشيد شو..

نحن بلد يزيد الشحمة في مؤخرة المعلوف..

بلد يغتني فيه النقابيون بسرعة مذهلة..و لنا قدرة خارقة على إفراغ الأشياء من محتواها..

نحن أمة لا تقبل الملاحظة و لا النصيحة و لا النقد و لا تنبيها لخطأ . يمكن للقطيع أن يوقف السيارة في وسط الطريق و ينزل يتحدث إلى صديقه في باب المقهى و إذا زغبك الله و قلت له ماذا تفعل يا أخي ؟ سيقصفك بقلة أدب: مالك زعما عايق أنت؟ ماشي شغلك.

نحن أمة لا تحترم الوقت و لا تحترم الأطفال و لا الحياة الخاصة..

نحن بلد تركب تاكسي لتسمع في الصباح الباكر “خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه “..إلى آخر صور تازمامارت التي تنتظر المشركين.

هو نفس التاكسي الذي يتحول إلى محلل سياسي ينافس طارق أتلاتي في قضايا الإرهاب و المديونية و القدس و القذافي وعبد الفتاح السيسي و البارصا و الريال.

نحن أمة لم تعد تعرف قول: رجاء و معذرة و الله يرحم الوالدين و شكرا..

نحن من نسي تحيات صباح الخير و مساء النور و عوضناها بالرقية الشرعية التي يخرج فيها الجن من كس فتاة مسكونة و لا يتدخل البوليس سوى بعد أن تسقط الروح أو تنتفخ بطن المسكونة و تعم الفضيحة..

عاش النفاق..