سياسة واقتصاد

العنصر: الحكومة لم تصل حد الانسجام وتصريحات بنكيران تؤجج الخلافات بين الأغلبيىة

كفى بريس

انتقد امحند العنصر،الأمين العام للحركة الشعبية السبت ببوزنيقة، وضعية الإئتلاف الحكومي الحالي، قائلا:«لم يصل بعد إلى حد الإنسجام الكامل الذي يجعله يتحرك ككتلة متكاملة “.
وأرجع  العنصر ذلك إلى “تصريحات ، هنا وهناك”،”في إشارة إلى تصريحات رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، مضيفا أن مثل هذه التصريحات “تؤجج الخلافات داخل الأغلبية الحكومية”.
وتابع العنصر في كلمة خلال تقديمه للتقرير السياسي في الدورة العادية المجلس الوطني للحزب، ” نحن في الحركة الشعبية واعون بهذا، وبالمسؤولية الملقاة على التحالف الحكومي”، وحلفاؤنا يدركون ذلك ويعرفون أن الحركة الشعبية عنصر أساسي في ضمان التوازن السياسي، لكن لا يمكن الاستمرار على حساب مبادئنا وقيمنا”، مشيرا إلى أن نفس الأمر يحدث بالبرلمان “مما يجعل الانسجام “حلما”.
وانتقد العنصر، أيضا من يبخس العمل السياسي ويحطم صورة الأحزاب السياسية، قائلا:”للأسف، بعض وسائل الإعلام تتغذى بذلك “، داعيا بعض السياسيين إلى مراجعة مواقفهم، مضيفا”صحيح أن دور الأحزاب عموما تراجع في التأطير والتحسيس والتكوين والاستقطاب والحركة الشعبية كباقي الأحزاب، لكن لسنا هنا للتباكي أو الشكوى وإنما للتقويم وتدارك الاختلال”.
واستحضر الأمين العام الحركة الشعبية، مرحلة التشكيل الحكومي الأول عندما عين الملك رئيس الحكومة السابق وما تبعها من تعثر لأزيد من خمسة أشهر لإخراجها إلى حيز الوجود، أثر سلبا على السير العادي لمؤسسات البلاد، وتوقف عند مسار تشكيل الحكومة الحالية وتمسك الحركة الشعبية بمشاركة حزب التجمع الوطني للأحرار، مبرزا مواقف الحزب الصلبة والواضحة، مشددا على ضرورة مراجعة بعض السياسات التنموية الاقتصادية التي فشلت الحكومة في تحقيقها، قائلا :هذا ليس بجديد” فجل خطابات جلالة الملك محمد السادس نبهت إلى الاختلالات التي يعرفها النموذج التنموي المغربي، الذي لايستجيب لتطلعات وانتظارات المواطنين”.
وانتقد العنصر الإختلالات التي تسود الإدارة المغربية وتقليص بعض الإختصاصات للجماعات الترابية، وأردف قائلا: “آن الآوان لتبني سياسة تنموية اقتصادية متكاملة وشاملة” ،مضيفا “رغم المجهودات المبذولة والتي لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد لكنها تبقى دون الطموح”.
كما استحضر العنصر، الوضعية الاجتماعية الصعبة للفئات الهشة وما يصاحبها من احتجاجات وتزايد نسب البطالة في صفوف الشباب، مؤكدا أن مثل هذه الأمور لا تعالج بالخطابات الشعبوية المفرطة التي تؤجج الأوضاع وتستغل من أجل المساس بالاستقرار والوحدة الوطنية، قائلا :”الجميع يعرف موقف الحركة الشعبية من ذلك ، صحيح المطالب الاجتماعية للمحتجين مشروعة ويجب على الدولة بمختلف مؤسساتها التفاعل معها والإستجابة لها بل وتنفيذها وفق الإمكانيات المتاحة وليس فقط في المناطق التي تشهد هذه الإحتجاجات فقط، بل في مختلف مناطق المغرب التي تعاني من تأخير في التنمية وخصوصا داخل المجال القروي، غير أننا نرفض بشكل قاطع أي استغلال أو ركوب على هذه المطالب من أجل المساس بالاستقرار والوحدة الوطنية أو الخروج عن ثوابت الأمة ومقدساتها”.
وأبدى العنصر، عدم رضاه عن المجهودات الظرفية التي تقوم بها الدولة تجاه ساكنة القروي والمناطق الجبلية لاسيما مع موجة البرد والثلج الاستثنائية، قائلا:”هذه الساكنة لها الحق في العيش الكريم لأنها بكل بساطة لم تختر العيش في الجبال ولها الحق في النزول إلى المدن “، ومضى متأسفا:” نتحدث عن العالم القروي وكأنه عالم افتراضي وليس واقعا ملموسا يستدعي التنمية الشاملة، وتدخل وزارة الفلاحة والصيد البحري وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية القروية والمياه والغابات وليس مدير هنا وآخر هناك، ولا نعرف من نخاطب ومن يعمل.. قائلا :”وصل السيل الزبى وننتظر قانون لسكان الجبال”.
الأخ العنصر، تحدث أيضا عن المحطات المقبلة التي تنتظر الحركة الشعبية والتي يجب على الجميع إنجاحها لاسيما المؤتمر الثالث عشر للحزب الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى شهور معدودة، قائلا:”نريده أن يكون محطة ناجحة للارتقاء بدور حزبنا و يعطي قيمة ومعنى للمشهد السياسي”، مضيفا أن هناك أيضا انتخابات 2021 التي تستدعي تكاثف جهود الجميع لتحسين موقع الحزب.
وتابع :” نطمح تحقيق نتائج أفضل، نريد استقطابا أوسع ..ولم لا فالحركة الشعبية متجذرة في القرى والقبائل وحتى المدن ولدينا قطاعات حكومية حساسة وهذه القطاعات لا تعطى إلا لمن يتمتع بثقة واسعة من لدن المواطنين”.
ولم يفت الأخ العنصر الوقوف عند قضية الصحراء المغربية، قائلا :”إنها قضية مصيرية لدى كافة المغاربة لكون الصحراء المغربية وجدانية وليس سياسية فقط “، مبرزا رفض الحزب لأي حل خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه.