مجتمع وحوداث

حين تتحول حركة إلى مجرد ذكرى...

إدريس شكري

تحولت "حركة 20 فبراير" إلى مجرد ذكرى، شأنها في ذلك شأن أي حادث عرضي وعابر، لم  يترك صدى إلا عند أولئك الذين يعتقدون أن الشمس ـ خلافا لمنطق العلم ـ يمكن أن تشرق من الغرب.

لقد خرجت "حركة 20 فبراير" من صلب التقليد الأعمى بعد ثورة الياسمين في تونس، من دون أن يدرك الذين حملوا لواءها أن السياق و الظروف و المعطيات والوقائع تختلف وأن  وضع  المغرب و وضع بلدان أخرى ركبت موجة ما سمي بالربيع العربي، فخرجت منها منهوكة القوى تجر أذيال الخيبة، والخسائر من بنيات أساسية و قتلي، إلى درجة أن الشعوب التي عانت و لا تزال تعاني من تلك المأساة ندمت على اليوم التي كذوبها عليها فيه، و حرضوها على النزول إلى الشارع، لا يتشابهان في شيء، وأن لا قياس مع وجود الفارق.

ففي المغرب، تجاوز حجم الإصلاحات الحد الأقصى للمطالب. فبعد أن نضجت اللحظة التاريخية، أعلن الملك محمد السادس في خطاب تاريخي في 9 من مارس 2011 عن تعديل دستوري شامل، ساهم الجميع في صياغته، ليس تحت ضغط الشارع كما يتوهم البعض، بل استثمارا للتراكم الذي حققه التجرية الديمقراطية المغربية من دون أن دعا الملك في أكتوبر 1999 إلى اعتماد مفهوم جديد للسلطة.

اليوم هناك من يدعو إلى إحياء الذكرى السابعة للحركة رغم أنه لم يبق منها إلا الإسم، وفي مقدمه هؤلاء الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة الرياضي، التي لها في دعوتها هاته مآرب أخرى، تتلقى عنها الدعم الكامل من طرف جهات ألفت تمويل حركات و أنشطة مشبوهة.

طبعا سيمر تاريخ 20 فبراير من دون أن تدرك هذه السيدة غايتها، و فكل المؤشرات تدل على أن الشعب المغربي، وعى ويعي تماما اللحظة التاريخية، و لن ينساق وراء أولئك الذينن يريدون تظهير الشوارع بالدماء...