فن وإعلام

حين يشتهي المدير أجساد الصحفيات

إدريس شكري

أحرجت قضية توقيف بوعشرين، الجسم الصحافي، و جعلته موزعا بين التضامن بين مدير نشر "أخبار اليوم"، التي تسابق قياديو العدالة والتنمية والعدل والإحسان للتضامن معه حتى قبل إعلان النيابة العامة عن التهمة، وبين التضامن مع الضحايا، و منهن صحافيات و مستخدمات في الشركة التي تصدر الجريدة الورقية والموقعين الالكترونيين " اليوم 24" و " سلطانة".

كان من الطبيعي جدا أن تسري في الجسم الصحافي قبل صدور البلاغ الثاني للوكيل العام للملك، فكرة أن الأمر قد يتعلق بمتابعة على خلفية رأي أو موقف عبر عنه الزميل بوعشرين في افتتاحية، كما روج لذلك بعض قياديي حزب العدالة والتنمية و جماعة العدل والإحسان، الذين دأبوا على  تصريف مواقف جاهزة، لكن اتضح من بعد أن الأمر يتعلق باعتداءات أو تحرشات ذات طبيعة جنسية لا علاقة لها بمواقفه وأفكاره، لكن لها صلة بـ "فونطزماته" ولذاته، التي جعلته يشتهي أجساد نساء يشتغلن تحت إمرته أو اشتغلن من قبل، ومنهن متزوجات من دون أدنى اعتبار لوضعهن الاجتماعي، أو ما يقتضيه العمل تحت سقف واحد من واجب الاحترام.

لقد تزامن انفجار الفضيحة، مع افتتاحية كتبها الزميل بوعشرين، لا تنتقد المخزن أو الدولة العميقة بل تدافع على حفيد مؤسس التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، "المفكر" طارق رمضان، الذي يتابع في فرنسا بتهمة الاغتصاب، وهو الدفاع الذي أجج في نفوس الضحايا الشعور بحرقة لما يتعرضن له، فتجرأن في سياق عالمي، يفضح هذه الممارسات، على التحرر من عقدة الصمت،  و وضعن شكايات في الموضوع.

هذا هو صلب الموضوع، و هذا هو عمق القضية...

طبعا لا يمكن لكل هاته النساء أن تتفقن على الزج بتوفيق بوعشرين في هذه القضية، لو لم يكن هناك خيط ناظم جعلهن يتعرضن إلى هذه الممارسات...