رأي

إبراهيم أقنسوس: دفاعا عن القلم النبيل

لن يجد المتأمل فيما يخطه الأستاذ توفيق بوعشرين، ويقترحه على قرائه كل صباح، صعوبة في اكتشاف رغبة الرجل، وإرادته الصادقة، والقوية في الدفع بهذا البلد العزيز إلى معانقة التقدم، واللحاق بركب الكبار.

هموم صاحب القلم النبيل، هذا، هي هموم كل مواطن غيور، يتمنى غدا أفضل، يليق بهذا الوطن، وذويه، ويرى أن ما ضاع من وقت يكفي لأخذ العبرة اللازمة، وتعلم الدرس، وتدشين البداية الحقة. كل يوم يطل علينا بكلماته الأنيقة، والأليمة، معا، ليضعنا في صورتنا، وصورة ما يجدر بنا أن نكونه، في تقديره، طبعا.

قد تختلف مع الأستاذ توفيق، في كل شيء، لكن لا يمكن أن تنازع في قوة افتتاحياته، وأناقتها، في آن، ولو عقلنا قليلا، فمثل هذا الإنجاز الصحافي، ومثل هذا اللون من المواكبة اليومية البصيرة مفخرة للبلد، وتنويع جميل، ما أحوجنا إليه، حتى وهو يعاتبنا، ويدق أجراسنا كل صباح. فالأقلام الرزينة، والكشافة لا تخيف، بل تقرأ، وتناقش، ويستفيد الوطن.

أسئلتنا قوية، وصعبة، ولن يجيب عنها غيرنا، والأجوبة ألوان، والأستاذ بوعشرين يختار منها لونه، ويعالجها بمبضعه الصريح، والأنيق معا.

صراحة مؤلمة خير من صمت مريب، على المجهول. إنه يلح، ويصر، ويجد في الطلب، والغاية واحدة، إعادة الاعتبار إلى المعنى، معنى السياسة، معنى الدستور، معنى فصل السلط، معنى الانتخابات، معنى جمع السلطة والمال، وفي النهاية، معنى أن تكون مواطنا كاملا في بلد هو المغرب.

طبعا، الطريق ليس سهلا، فدونه عقبات ومخاضات، والصحافي المهني يعرف طريقه، ويكفيه فخرا مساهمته، من جهته، ووجهته، في الدفع بقضايا بلده إلى الأمام، وليس عيبا أن يكون للصحافي خصوم، ومخالفون، فالرهانات ليست واحدة، هذا أمر مفهوم، بل معقول، لكن علينا أن نتعلم كيف نكون خصوما كبارا، في بلد هو المغرب، وفي زمن هو القرن الواحد والعشرون، وبدستور يؤكد على الديمقراطية، كثابت يستلزم التحيين والفعل. رجاء احفظوا ما بقي في هذا البلد من نبل.