رأي

نبيل حيدر: التحرّش واستغلال اللحظة تمهيدا للسبق الجنسي ممارسات تعرفها كل المؤسسات الصحفية...

نشر الزميل الصحفي نبيل حيدر تدوينة على صفحته على الفايسبوك، هذا نصها:

تقبلوا مروري معكم. لكل من يقول إن "الصحافة ليست جريمة" أقول، الصحافة جريمة حين يرغم دارس التاريخ والجغرافيا على الكتابة في ركن المرأة والموضة، حين يتقاضى الصحافي 2000 درهم ويُخيّل لناظريه أنّه ينعم في رغد العيش، الصحافة جريمة حين يرسلك رئيس التحرير إلى ندوة لا يعرف موضوعها أو من ينظمها لمجرد أنه وصلته دعوة كريمة لتغطية شيء ما.
لن أتحدّث عن التحرّش واستغلال اللحظة تمهيدا للسبق الجنسي، لأن هذه الممارسات تعرفها جميع المؤسسات وليست حكرا على المؤسسات الصحفية. الصحافة أصبحت جريمة حين دخلها "مول الشكارة" واشترى وطوّع أقلاما وأفكارا لغاية لا يعرفها إلا هو، الصحافة أصبحت جريمة حين يُطلب منك إنجاز تحقيق دون معرفة سابقة بالموضوع ودون تمكينك من آليات التحقيق(وهذا موضوع لن تكفي هذه التدوينة لحصره)، أصبحت الصحافة جريمة حين يقودك حدسك وشجاعتك إلى "موضوع" ما ويقولون لك هذا ليس بالموضوع الجريء وليس بالموضوع الشيق وأنت لا تفقه شيئا ولكنهم يفقهون.
أصبحت الصحافة جريمة بفعل فاعلين فعلتهم فيهم الصحافة فعلتهم يوما ما فقرّروا أن يكونوا فاعلين لا مفعول بهم في هذه المهنة التي لا زلت أعتبرها شريفة رغم كل ما يقال عنها.
الصحافة أصبحت جريمة حين التصقت بها "المرقة"، وخرج من رحمها "المرايقية" و"النجّارة" وسيخرج من هذا الرحم "الحدّادة" و"التريسيانات" و"الصبّاغة"، وما أكثرهم".
وأخيرا، وليست هذه نهاية هذا الشغب الكتابي، الصحافة جريمة لأنّها أصبحت مطيّة لارتكاب الجرائم كل يوم و"على عينيك يا بن عدّي".