سياسة واقتصاد

الوردة و مائدة الوزير

إدريس شكري

فجرت الرحلات المارطونية، التي يقوم بها الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية والإصلاح الإداري، محمد بنعبدالقادر، العديد من الأسئلة في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( قيادة وقاعدة)، خاصة وأن السيد الوزير، مسنود بنجل، الكاتب الأول، إدريس لشكر، الذي يرأس ديوانه... ما يشي أن لشكر شرع من الآن في تعبيد الطريق، أمام بنعبدالقادر، لخلافته، علما أن سي إدريس أصبح  لا يهش ولا ينش، منذ النكبة التي أطاحت بحميد شباط من الأمانة العامة لحزب الاستقلال، و وضعت إلياس العماري وسط دوامة الإستقالة في منزلة بين منزلتين كالمعلقة " لا مزوجة لا مطلقة"، من دون أن يجد شاهدي عدل لتوثيق أحد الحلين.

سي بنعبدالقادر، يبدو أنه مصمم العزم، على خوض سباق المسافات الطويلة، لبلوغ الكتابة الأولى، لحزب أنهكته قيادته، بالأماني الكاذبة، ولم يعد صداه يتردد لدى الجماهير الشعبية، منذ أن تنازل عن شعار الحقيقة أولا، لفائدة شعار الحقيبة أولا، التي تسلمها أولا سي عبدالرحمان اليوسفي في إطار تناوب، لم يحسن المناضل الكبير الركوب على صحوة حصانه.

اليوم، يركب بنعبدالقادر على منصب وزير استخرجه إدريس لشكر قصرا من رحم سعد الدين العثماني، بعدما فضل بنكيران استئصال رحمه، على أن يلد حكومة، تضم إدريس لشكر لا الاتحاد الاشتراكي، (يركب على المنصب) من أجل تجييش المناضلين للاصطفاف في خندقه، عل وعسى أن تسقط عليه مائدة "الكتابة الأولى" من السماء، ناسيا أن الناس تشابه "القادة" عليهم... في انتظار بزوغ فجر قادة حقيقيين لا يوجد بهم الزمن إلا مرة كل قرن.

سي بنعبدالقادر، يبدو أنه مصمم على وضع يده في عصيدة الاتحاد الاشتراكي، ولا شك أن نارها ستحرقة و لقد أصابه قبس من لهيب في آخر اجتماع للمكتب السياسي.