مجتمع وحوداث

هذه هي حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتمارة

كفى بريس

عقدت اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية تحت رئاسة السيد يونس القاسمي عامل عمالة الصخيرات تمارة  عدة اجتماعات توجت بالمصادقة على مجموعة من المشاريع

التنموية الهامة والطموحة والنوعية  همت مختلف الجماعات الترابية التابعة للنفوذ الترابي لعمالة الصخيرات تمارة.

 

حيث بلغ عدد المشاريع المنجزة والمبرمجة في إطار تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة الصخيرات تمارة  برسم سنتي 2016 و 2017  ما مجموعه 64 مشروعا، باستثمار مالي إجمالي يفوق 66.330.000.00 درهم، حيث عرفت حالة التقدم المالي لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنة 2017 نسبة التزام بلغت %155.06 (الاعتمادات المفوضة : 36 729 039.00 درهم - الاعتمادات الملتزم بها : 56 954798.64 درهم).وتتوزع هذه المشاريع التي يقدر عدد المستفيدين منها ما يفوق 10.000 مستفيد ومستفيدة حسب البرامج الخمس للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الشكل التالي:

- برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي:  04 مشاريع، رصد لها غلاف مالي إجمالي يفوق 4.8 مليون درهم، ويستهدف هذا البرنامج كل من  جماعة المنزه وسيدي يحيى زعير .

- البرنامج الأفقي: 32 مشروعا بتكلفة إجمالية تزيد عن 14200000.00درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ يقدر بحوالي 11.048.819.71 درهم. ويهم هذا البرنامج الجماعات غير المستهدفة ببرنامج محاربة الفقر بالوسط القروي ومحاربة الاقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري.

-  برنامج محاربة الهشاشة: 04 مشاريع،الذي يستهدف الأشخاص الذين يعيشون في هشاشة قصوى: رصد لها غلاف مالي إجمالي يفوق 14 830 000,00 درهم بتمويل ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ يقدر بحوالي

 000,00 330 5درهم.

-  برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري: 26 مشروع، بتكلفة إجمالية تفوق 42 400 000,00  مليون درهم، بتمويل كلي من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويستهدف هذا البرنامج 17 حي مستهدف  بالجماعات الحضرية لتمارة هرهورة عين عودة والصخيرات .

-  برنامج محاربة الفوارق الاجتماعية والمجالية: 21 مشروع برسم سنة 2017 بتكلفة إجمالية تقدر ب 63.562.000 درهم حيث تم اقتناء سيارتي إسعاف بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ويهم كذلك اقتناء وحدة طبية متنقلة وبناء وتعبيد الطرق وللإشارة .

 

و من بين المشاريع التي تم انجازها او في طور الانجاز نذكر على سبيل المثال:

1-اقتناء 12 حافلة للنقل المدرسي وتسليمها للجماعات الهرهورة ،الصباح ،المنزه،مرس الخير، سيدي يحيى زعير:

2- إقتناء  حافلة  لنقل الفرق الرياضية بالصخيرات:

3-إقتناء 3 سيارات اسعاف وتسليمها لجماعات عين عتيق الصخيرات وسيدي يحيى زعير :

4-بناء وتجهيز 21 ملعب رياضي للقرب بالجماعات الترابية عين عتيق، الصباح ، مرس الخير، الصخيرات، عين عودة بكلفة اجمالية تفوق 12 مليون درهم :

5-مشروع بناء مركز لمحاربة الادمان بمدينة تمارة:

6-مشروع بناء مركز مرضى القصور الكلوي بمدينة تمارة:

7-مشروع بناء اسواق دائمة لتاهيل الباعة المتجولين بمدينة تمارة  وعين عودة:

8-مشروع تاهيل فضاء رياضي وتقافي متعدد الوسائط بجماعة تمارة:

و انسجاما مع روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الهادفة إلى التصدي لكل أشكال الإقصاء و التهميش و تحفيز الإنسان على العمل و الإنتاج ، شهدت سنة سنتي 2016 و2017  تطورا ملحوظا في عدد المشاريع التي تدخل في إطار الأنشطة المدرة للدخل و التي شكلت نسبة مهمة  من مجموع المشاريع المنجزة حيث تم دعم عدد مهم من الجمعيات و التعاونيات العاملة في مجالات ذات صبغة فلاحية و كذلك في مجالات الصناعة التقليدية و أيضا في مجالات مرتبطة بمحاربة الإقصاء الاجتماعي خصوصا بالنسبة لفئة الشباب العاطل .

وفي إطار المخطط الإقليمي لتواصل القرب تم تنظيم اكثر من 10 أيام تواصلية لفائدة أجهزة الحكامة المحلية وفرق تنشيط الأحياء والجماعات والنسيج الجمعوي والتعاوني والتي تهدف الى  خلق دينامية جديدة في العلاقة بين المواطنين والسلطة والمنتخبين وجمعيات المجتمع المدني، وإرساء حكامة جيدة ومقاربة مندمجة يتوخى منها استفادة الساكنة المحلية من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والسهر على تفعيل مبدأ التقائية مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مع باقي برامج التنمية لمختلف القطاعات الحكومية والجماعات المحلية وفق المخططات الاقتصادية والاجتماعية.كما ان تنظيم هذه الأيام التواصلية يشكل مناسبة لتقييم المشاريع المنجزة أو تلك التي توجد في طريق الانجاز، حيث ان  الأيام التواصلية “تعد فرصة لتبادل الآراء وتعميق النقاش وتعزيز روح المواطنة .

 

وذلك باستعمال مختلف القنوات (روبرتاجات تلفزية،  لقاءات، اجتماعات وإصدار بلاغات صحفية…). وقد مكنت استراتيجية تواصل القرب من عملية التملك القوي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك بفضل الانتشار الواسع للوسائط الاعلامية والملتقيات التحسيسية والاخبارية. والتي سهلت إرساء قيم ومبادئ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .

حيث  استهدفت  عمليات التواصل كل من أجهزة الحكامة، أجهزة الدعم من فرق تنشيط الجماعات القروية والاحياء الحضرية المستهدفة والمستفيدين من المشاريع، الشركاء وحاملي المشاريع والرأي العام ، وتهدف الى تحقيق النتائج التالية:

تحسين تمثيلية النساء، الشباب والاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن أجهزة الحكامة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية،المشاركة الفعلية للنساء، الشباب والاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة،إعلام وتحسيس الجمعيات، خاصة المتعلقة بالنساء والشباب، بدورها وواجباتها من أجل التفعيل الجيد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على المستوى المحلي، إخبار الساكنة المحلية بالمشاريع المنتقاة، الصعود الفعلي والتلقائي للمعلومة. تقوية قدرات أعضاء فرق تنشيط الجماعات القروية والاحياء الحضرية المستهدفة.

 

وفي اطار تفعيل  المخطط الإقليمي للتكوين وتقوية القدرات لسنتي 2017-2018 الذي صادقت عليه اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ويشرف على البرنامج مصلحة التكوين و دعم القدرات التابعة لقسم العمل الاجتماعي لعمالة  الصخيرات تمارة. ويأتي تنظيم البرنامج التكويني نظرا للدور الذي تلعبه تقوية القدرات كرافعة للتنمية البشرية لتعزيز الدور المنوط بهم في مجال تتبع و مواكبة تنفيذ المشاريع التنموية على الصعيد المحلي و لا سيما مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .

حيث تم إنجازاكثر من 10 دورات تكوينية في إطار المخطط الإقليمي للتكوين، حيث تمت تعبئة ما يقارب 40 جمعية وتعاونية وشركة أشخاص بكافة الجماعات الترابية لنفوذ العمالة، كشركاء للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومساهمتهم في إنجاح الورش الملكي، عبر مواكبتهم من طرف مصالح قسم الشؤون الاجتماعية لعمالة الصخيرات تمارة ، واستفادتهم من دورات تكوينية وتقوية للقدرات، بالإضافة إلى أزيد من  20 مستفيد ومستفيدة من  أعضاء فرق تنشيط الأحياء و فرق تنشيط الجماعات و أعضاء اللجان المحلية للتنمية البشرية و موظفي قسم العمل الاجتماعي وممثلي المصالح الخارجية. وذلك في المواضيع المختلفة التالية:

–دلائل المساطر والمذكرات التوجيهية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛ إعداد المنوغرافية والتشخيص التشاركي؛ مناهج تقديم نتائج التشخيص التشاركي للجنة المحلية للتنمية البشرية؛ المقاربة التشاركية ؛  تقنيات التسويق والبيع؛ التدبير الاداري والمالي للجمعيات؛ ، المحاسبة وتسيير التعاونيات؛ هندسة وتسيير المشاريع دليل المساطر المالية ؛ ؛ تقوية الأنشطة المدرة للدخل؛ البحث عن مصادر التمويل والشركاء؛ المساطر المالية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المحاسبة الخاصة بالمشاريع المدرة للدخل؛.

 

ويهدف هذا المخطط، بالخصوص، إلى تمكين المستفيدين من آليات استعمال الممارسات الجيدة في مراحل تنفيذ مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعريفهم بمساطر ومراحل تنفيذ مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واحترام قواعد وقوانين إبرام الملفات المحاسباتية  وضمان مراقبة وتقييم مشاريع المبادرة. كما يتوخى تمكين المشاركين من آليات تنفيذ عمليات المحاسبة وإكسابهم القدرة على ترقب وتحديد المخاطر المرتبطة بتنفيذ المشاريع، وضبط الآليات والوسائل لإعداد مخطط التنمية المحلية  ، واستيعاب أهمية تثمين وتسويق  المنتوج في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتأهيل وتحسين صورة المشاريع المدرة للدخل لدى الفاعلين الاقتصاديين.

وجدير بالذكر، فإن هذه المواضيع كانت ملائمة للاهتمامات الاجتماعية والمهنية للمستفيدين، كما أن الوسائل البيداغوجية الموضوعة رهن إشارة هؤلاء، كانت ملائمة للتكوين. وبذلك تمكن  المستفيدون من الحصول على المعارف الضرورية لتقوية قدراتهم.

كما شهدت السنوات الاخيرة  القيام بعدة زيارات ميدانية من طرف المصلحة المكلفة بالتتبع والتقييم وذلك  لتتبع تقدم أشغال مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية موزعة على عدة جماعات قروية و حضرية قصد تسريع وثيرة انجازها و الوقوف على مدى احترامها لدفتر التحملات والمشاكل التي تعترض إنجازها . وتم خلاله إعداد الاتفاقيات وقرارات تحويل مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للجمعيات والتعاونيات و العمل على حل جميع المشاكل التي تعرقل احياء بعض المشاريع المتعثرة

 

ويمكن القول بان حصيلة  للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة الصخيرات تمارة  ساعدت على زرع الثقة في المستقبل وترسيخ ثقافة التماسك والتضامن لدى الفئات المستهدفة، وتعتبر  الحصيلة  فرصة سانحة لتقوية قدرات كافة الفاعلين المحليين من سلطات محلية و منتخبين ونسيج جمعوي وقطاع خاص من جهة أخرى تم تمكين الجماعات المحلية من آليات تنفيذ برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على جميع المستويات من جهة أخرى.

وقد ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كورش تنموي كبير أطلقه جلالة الملك محمد السادس في ماي 2005، بعمالة الصخيرات تمارة ، في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة بالإقليم وذلك من خلال ارتكازها على ثلاثة محاور أساسية تهم التصدي للعجز الاجتماعي بالأحياء الحضرية الفقيرة والجماعات القروية الأشد خصاصا، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل القار والمتيحة لفرص الشغل، وكذا العمل على الاستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة.

 

و كانت للحصيلة الكمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية  تأثير إيجابي في خلق دينامية الاقتصاد المحلي والنهوض بالتنمية المحلية وخلق فرص الشغل بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وحققت العديد من المكتسبات، منها تراجع نسبة الفقر بالجماعات القروية المستهدفة، وتبني مفهوم التشارك والمشاركة، وترسيخ الثقة في النفس وصيانة كرامة المواطن، والنهوض بأوضاع المرأة والشباب، وتكريس ثقافة الشفافية والمحاسبة، وبلورة علاقة جديدة بين السلطات والمنتخبين والمصالح الخارجية والنسيج الجمعوي.

وخلاصة فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي هي نموذجا مغربيا، من صنع المغاربة، تعد رافعة أساسية للتنمية المحلية، وللنهوض بوضعية الفئات الاجتماعية المعوزة.

 

 فبالرغم من المجهودات المبذولة لبلوغ الأهداف النبيلة لهذه المبادرة الرائدة،إلا أنه تم تسجيل مجموعة من الإكراهات  منها :

ضعف الشراكة حتى بالنسبة للجماعات المحلية نظرا لضعف مواردها ،  ضعف تجربة بعض الجمعيات والتعاونيات المحلية،  ضعف  تأخر مساهمة المصالح الخارجية والراجع بالأساس إلى المصادقة القبلية من طرف المصالح المركزية. عدم قدرة الجمعيات المحلية على الوفاء بمساهماتها في المشاريــع المقترحـة والمتمثلة في 30 % من التكلفة الإجمالية للمشروع.

وأهم الإكراهات ضعف أداء اللجان المحلية وفرق التنشيط وذلك  بانعدام ربط اتصالات مع الساكنة الحقيقية واستشاراتهم في الحاجيات والنقائص الخاصة بأحيائهم وعدم الإنصات أو الأخذ بآراء الجمعيات النشيطة وضعف برمجة مشاريع مدرة للدخل لفائدة النساء والطبقة الضعيفة خصوصا بأحياء حاضرة الإقليم.