فن وإعلام

الحقوقية كوثر بدران تزور معرضا للوحات المرأة المعنفة وتتطلع إلى إقامته بالمغرب

محمد بدران

عرف قصر أغوستينيلّي بمدينة باصانو ديل غرابا (فيتشينسا) إقامة معرض "الحب المريض" للفنان العالمي جينو تونيلّو ؛ الذي سيستمر طيلة هذا الشهر إلى اليوم الثاني من شهر ماي المقبل ، وبذات المناسبة انعقد مؤتمر صحفي ، حضرته قيادات سياسية وقانونية وثقافية تمثلت في :

ـ الأستاذة كوثر بدران: المحامية الدولية مسؤولة المكتب الدولي للمحاماة بدران ورئيسة المركز القانوني متعدد الثقافات ؛

ـ السيدة "دونازان إيلينا " : المستشارة الإقليمية لتكافؤ الفرص، العضو النسوي الفعال والإيطالية الناشطة وسط النسيج الاجتماعي المحلي في نشر الوعي والتعريف بظاهرة العنف ضد المرأة والتصدي لها ،والتي تعتبر مثالا حيا وناذرا في صفوف السياسيين الإيطاليين ؛

ـ والسيد "ماريو غودرزو" ، مدير متحف كانوفا الأثري ، و"دجيبسوتيكا" الخاصة بعلم الآثار والحفاظ على التماثيل الجبسية والمتحجرات ومعرض الصور واللوحات الشهيرة.

في هذا اللقاء الغير العادي وخلال جو الحوار المثير الذي اختلطت فيه السياسة بالثقافة وبالقانون لتنسج الظروف ذلك الخط الرفيع الذي جمع بين طياته الوحدة والإخلاص والمهنية ولهدف واحد و وحيد للقضاء على العنف ضد المرأة والطفل والاحساس بمسؤولية الواجب الوطني والإنساني الذي يجب أن يشمل كل شرائح المجتمع وكوادره ومثقفيه حتى لا يكون له لون سياسي معين أو مفهوم ضيق أو حالة دون حالة.


وقد تمخض عن هذا الحدث وعود بالتعاون والتعامل والالتزامات البناءة المتمحورة في مجملها حول كيفية الدفاع عن هذه الفئات الهشة من المجتمع الإيطالي كما خيم على اللقاء جو الألفة والتكافل ومشاعر التفاهم والزخم والإحساس بالواجب المشترك ، مع تضافر القوى والاعتماد على المهارات والتجنيد للنضال الحقيقي والقتال المعنوي على الصعيد الايطالي والدولي مما من شأنه أن يسهم في التوحيد بين جمالية الفن وروعة ريشة الفنان المحارب وبين قوة العدالة وحنكة الحقوقي الصلب الذي لا يستسلم. فهذا التقارب في المكونات المختلفة وهذا العمل الجماعي بين الفعاليات والأفكار يصنع عالما جميلا كون الاتحاد يقتل المستحيل ويحيي القوة وبالتصميم الجيد والجدية والاستمرار والتفاني في العمل الجاد تتهاوى شيئا فشيئا جبال الترسبات المجتمعية الخاطئة طوبا طوبا ،ومن هذه الجزيئات والأتربة الصغيرة يمكن أن تأتي تغييرات كبيرة وتبنى عليها آمال وحقيقة وواقع جديد.

يكاد معرض الفنان جينو تونيلو يحدث داخل نفسية مشاهد لوحاته أثرا وحسا غير مسبوقين في هذا الفن الرفيع وتستطيع أعماله لوحدها ازالة شبح الخوف والقضاء على بعبع الصمت الذي غالباً ما يسكت الضحايا والشهود معا عن فضح حوادث عنف واعتداء .

وخلص لقاء الدكتورة بدران بالفنان المناضل إلى التقاء نقط التفاهم وتوأمة الأفكار والتصورات التي تمثل صورا حقيقية للقدرة على الدفاع والتأثير ، كما يهدف معرض "الحب المريض" أن يكون مسارًا موضوعيًا حقيقيًا بين الفكرة المستوحاة والأعمال الرسومية واللوحات ذات التأثير اللوني القوي مما يشكل شجاعة وجرأة في الفن وبيانًا وتوعية للجمهور ضد كل أنواع العنف ، ابتداء من العنف ضد المرأة إلى العنف على القاصرين.
 
في الختام، قد يستمر المعرض ورسالة الفنان دجينو تونيلو في رحلتهما دون توقف تعبر الأقطار والقارات حتى بعد متحف باصانو ، وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة في تصريحاتها لوسائل الإعلام أنها تفكر في تقديم مثل هذا الفن الهادف للشعب المغربي الذواق وإقامة نفس المعرض في بلدها الحبيب المغرب .