سياسة واقتصاد

مول العرس و مول الباش

إدريس شكري

أفقدت مقاطعة منتوجات بعض الشركات ( إفريقيا/ سيدي علي/ سنطرال لتيير) وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، صوابه، إذ وصف في جلسة عمومية بالمؤسسة التشريعية المقاطعين بـ "المداويخ"، علما أنه ليس من حق وزير في الحكومة، تدرج في العديد من مواقع المسؤولية، كعضو في السلطة التنفيذية و كرجل سلطة (والي) أن يفقد أعصابه، لمجرد مقاطعة ستتوقف حتما، لأن رجال الدولة، عادة ما لا يسقطون في زلات اللسان، بل ينتقون كلماتهم بعناية تامة من القواميس الدبلوماسية، واخا تكون "واصلا فيهم حتى لعظم".

لكن ما يصدر عن الكثير من وزرائنا المحترمين، يشي أن الحكومة تعلمت فقدان القدرة على الصبر، وشرع أعضاؤها في إطلاق الكلام على عواهنه، منذ عبّد لهم عبدالإله بنكيران رئيس الحكومة السابق، الطريق  إلى تعلم فنون "حلقة"، و أغنى قواميسهم، بسجلات كلام جديدة منها العفاريت والتماسيح والمداويخ أيضا.

وها هو بوسعيد، على رأي المثل الشعبي: " جاي يدويه طبو"، و جبد على نفسه الكثير من المتاعب،  التي سيدفع ثمنها وحزبه، بلا شك.

ففي الوقت الذي يجتهد فيه مول العرس (عزيز أخنوش) لإرضاء الجميع، و استقطاب "المناضلين" و "المتعاطفين" إلى صفوف التجمع الوطني للأحرار، ويطوف البلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، و لم ينبس بكلمة واحدة، حتى لما أشهر خصومه السياسيون أو منافسوه الاقتصاديون سلاح المقاطعة في وجه، يأتي صاحب الباش باش يريّب الحفلة كلها، وكأن خلفية ما تحركه، ليدفع الجميع إلى الشك عمّا إذا كان  يخدم أجندات خصوم الحزب، وزعيمه.

وفي إحدى حبات العيطة، تقول الشيخة: "حظي فمك لا تجرحني به"، ولقد حرج بوسعيد الكثير من المغاربة من دون أن يرف له جفن أو يحشم من هذا الوصف الوضيع الذي أطلقه على المواطنين.

ويكفي أن يدخل بوسعيد إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليكتشف أش جبد على راسو من نحل،  بسبب هذه الزلة، التي سيدفع ثمنها غاليا سياسيا، لأن المداويخ قادرون يبرزطوا السوق، لأن وضعهم "العقلي والنفسي" يسمح له بذلك، وفي النهاية سيطلبون إجراء خبرة طبية ترفع عنهم المسؤولية، أما الوزير فهو مسؤول أمام الملك وأمام البرلمان الذي يمثل الشعب.