حسن البحراوي: رسالة اعتذار إلى الربيع العربي

لم تعد الثورة

 تدخل ضمن برنامجي اليومي

 بسبب السن والإفراط في التدخين

 مضى ذلك الوقت

 الذي كنا نكتبها فيه

 على ابواب دورات المياه

 لتعبئة جيوش الصراصير

 وتهييج المؤخرات

 بينما الطلاب يصدحون بالاناشيد الحماسية

 بجماجم مسطولة

 وجيوب مثقوبة

 تتدحرج منها حبات النضال

 حبة حبة

 تحت أفخاذ الرفيقات

 اللواتي يقلمن الأظافر

 بمقصات لينينية.

بعد ذلك جاء عام الزنازن

واختفت المنصات

والمطابخ الجماعية في البيوت المكتراة ببطائق مزورة

وحل الغثيان والأنين والبصاق

والرقاد على البطون في الممرات النصف مضاءة

وأزهرت شجرة الحديد

مع ان الحديد عادة لا يزهر إلا مع مقدم الربيع.

اغفري لنا يا عمتي الثورة

فقد مرغنا فتنتك في المغاسل

ونحن نمارس العادة السرية

ونظرنا إلى المخبرين بعيون مسدلة

وهم يطاردونك بالعصي والمكانس مثل حشرة مقيتة خرجت توا من رواية لكافكا.