رأي

المصطفى كنيت: حتى لا يخرج "المجلس الوطني للصحافة" أعورا

" تأتي المصائب تباعا"يصدق هذا المثل على رئيس النقابة الوطنية للصحافة، عبدالله البقالي الذي يستعد هذه الأيام رئيس المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة يونس مجاهد للتضحية به، وتقديمه قربانا على مذبح الغاضبين، لعل ذلك يعبد له مسلكا للإفلات بجلده من "حجر من سجيل" الذي يتساقط على رأسيهما، بعد انهار حلم السطو على المجلس الوطني للصحافة.

ولأن المثل الشعبي يقول " فين ما ضربني القرع يسيل دمو"، فإن دماء كثيرة سالت هذه الأيام من رؤس "الثنائي"، ولن تتوقف ـ لا محالة ـ  إلا عندما يعرف الرأي العام تفاصيل المجزرة التي اقترافاها و زبانيتهما من حماة فساد تجار الجملة و أصحاب "الكوامل" و المخيمات والطباخاب والنكافات في حق الصحافة والصحافيين طيلة ربع قرن، غير أن السحر انقلب على الساخر، ليجدا أنفسهما في نهاية المطاف وسط فضيحة بـ "جلاجل" على حد تعبير اخواننا المصريين.

و لأن المثل يقول أيضا " لي جات جمالو تيرحل"، فإن هذا الرحيل لم يكون سهلا، بل كما جاء في القرآن الكريم " حتي يلج الجمل في سم الخياط"، أي عبر المرور من "حجرة مولاي بوعزة" كما يقول المغاربة، وهي في هذه الحالة المجلس الأعلى للحسابات، الذي سيقرر ما إذا كانت الاختلالات التي تعيشها النقابة وجمعية الأعمال الاجتماعية مجرد أخطاء في التدبير الإداري والمالي أو جنح وجنايات تستحق المتابعة القضائية، وسيحيلها على رئيس النيابة العامة...

لن نسبق الأحداث، و سنترك للبحث والتحقيق الوقت الكافي ليأخذ مجراه الطبيعي، بدون تهديد  ولا وعيد، كما فعل البقالي ومجاهد و أصحابهما دائما في حق كل من قال مجرد: "أح" أو "أش طاري".

لكن البقالي الذي ترجّل ذات يوم كما عنون زميل في "كود" مقالا له، ليجلب عليه غضب صاحب مارشي "كريو"، خانته "الرّجلة" اليوم كما خانه توأمه، في التآمر، بعدما نشر صحافيون القليل من غسيلهما على حبال الحقيقة.

ولم تنفع الرسالة الاستعطافية التي وجهها عبدالله البقالي إلى فيدرالية الناشرين يطلب منهم النجدة، بعد أن تخلى عنه " جيشه" من "الحياحة" بالنقابة في شيء.

وكما لم يتجاوب "النقابيون" معنا عندما كتبنا مقالا بعنوان: "نقيبكم البقالي لا تتركوه وحده"، لم تعر الفيدرالية لطلب النجدة أي اهتمام، بل ألقته في سلة المهملات، لأن الناشرين لا يمكن أن يضعوا أياديهم في أيادي من يختارون منهم، بعناية تامة، لكي يكون عدوا في كل مرحلة، لإرضاء "حياحتهم" وتسجيل بعض المغانم في كتاب النضال المزعوم.

و لعل القشة التي قصمت ظهر البعير هي استقالة سي محمد البريني من جهاز لم يُكتب له التنصيب بعد، ليعلن بذلك الناشرون رفضهم أن يضعوا أياديهم في يد القابلة حتى لا يخرج هذا الحرامي أعور، كما في المثل الشعبي.