مقاهي خمسة نجوم، وقوارب باذخة ترسوا على ميناء مارينا بسلا. الزائر لها يخال نفسه في أحد المنتجعات السياحية الباذخة. لكن خلفية الصورة التي تؤثث المشهد، ترمي بتلك الملامح الجميلة في سلة الإهمال والتجاهل.

هكذا هو حال مارينا سلا، التي تعتبر من بين المقاصد الترفيهية التي يقصدها المواطن السلاوي و الرباطي على حد سواء. نوع من "الهاي كلاس" على المقاس. فالقهوة يتجاوز ثمنها ما هو معتاد عليه في مقاهي الرباط. طبعا الثمن السياحي الضروري لجعل المكان يحظى بالأبهة المطلوبة.

الصور التي نشرتها بعد المصادر الإعلامية، توضح بشكل فاضح الإهمال الذي يطال الخلفية، فبمجرد عبورك للواجهة بين المقاهي و المطاعم ذات التشكيلات المتنوعة، عند اول منعرج تمتد امامك مقاهي أخرى تفقد بريقها السياحي، لأن خلفها ترامت قوارب خشبية متهالكة، وتحوم الطيور الباحثة عن القوت، وترسو المياه الراكدة وينبت العشب الاخضر اللزج أو ما يسمى بالدارجة "الخز".

لا مجال للحديث عن البيئة، ولا مجال للحديث عن السياحة، فقط الرغبة في أن يكون نهر أبي رقراق صادحا بالنقاء فهو يحكي سنوات من العبور بين العدوتين، نقشت أسماء ولحظات تاريخية على جنباته... نتمنى أن يتم الإلتفات إلي هذا الجزء منه الذي عصره الإسمنت وبات في حكم المهمل والمنسي..

تعليق: عبد العزيز المنيعي

الصور بعدسة: زليخة