رأي

حين أكل ذئب اكديرة نعجة احرضان تربى حمل وديع في أحضان الريع السياسي اسمه: العنصر

المصطفى كنيت

ما معنى أن يُعلن امحند العنصر ترشيحه للأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية، الذي تربع على رأسه، منذ أن أكل ذئب أحمد رضا اكديرة نعجة المحجوبي أحرضان...

ألم تنجب الحركة الشعبية من يخلف هذا الحمل الوديع، الذي تربى في أحضان الريع السياسي، وتغذى منه طيلة 36 عاما، وحتى حين قرر مغادرة الدائرة الانتخابية التشريعية، لوجود مانع التنافي، فقد استخلف فيها ابنه .

ها هو العنصر يريد أن يورث نفسه الحزب، لم يصبه الملل أو الكلل، بل تفتحت شهيته أكثر من أي وقت مضى من أجل أن يستوي على عرش الحركة من جديد، و يسد الطريق على الطامعين أو الطامحين في خلافته، ويقطع دابر المتشوقين لرؤية حركة بدون عنصر أو امحند بدون حركة...

هل أصيبت كل نساء الأطلس، بامتداداه الجغرافي و تنوعه العرقي و كل تراثه الثقافي، بالعقم، إذا كان ضروريا أن يكون "الزعيم" ابن تلك القمم؟

منذ عقدين من الزمن، وأنا أسمع، في كل مرة، العنصر يقول إنه سيغادر قمرة القيادة، بل سمعتها منه هو نفسه، في مؤتمر فاس، حين أقام أبناء اللبار عشاء في "دار الفاسية" بمناسبة مؤتمر لم أعد أذكر رقمه.

اليوم، يعري العنصر على ساعده، ويجند "المريدين" من أجل أن يقفل 40 سنة على رأس حزب، لم يعد يشكل  معادلة صعبة في المشهد السياسي، و ينجح بالكاد في الإنتخابات، و سيسقط ـ حتما ـ في أول اختبار للمنشطات، وتطارده فضائح "الكراطة" و "الشكولاطة" و "النفايات"...

وحين وطئت قدما محمد حصاد الحزب، توقع الجميع أن يسلمه العنصر القيادة، لما يتمتع به  الرجل من خصال، لكن يبدو أن ابن تافراوت رجل سيء الحظ، وأن الحركة الشعبية نفسها أتعس حظا منه، لأن قدرها أن يعيد "الزعيم" ترشيح نفسه، وانتخاب نفسه، وأن يعتلي على صندوق يخفي فيه جثة الديمقراطية مبشرا بقدومها في مؤتمر لاحق.