رأي

جوقة الريع تورط العنصر لتحمي مطامحها في الاستوزار و تزج به في قتل الديمقراطية

المصطفى كنيت

لا أحد ضد العنصر كشخص، و لكن ضد هذه الممارسات التي تسيء إلى ديمقراطية ناشئة في بلد يتطلع إلى المستقبل.

سي العنصر لا يفهم أو يتجاهل أنه يجر هذه الديمقراطية إلى الوراء بمبرر إلحاح من يسميهم الإخوة في حزب الحركة الشعبية على ترشيحه.

في الحقيقة، إلحاحهم هو محاولة لضمان بقائهم في المكتب السياسي، و إبقاء حظوظهم في الاستوزار لا أقل ولا أكثر، لأن أمينا عاما جديدا ـ لا قدر الله ـ لن يضمن لهم أي امتيازات، لذلك تجتهد هذه "الجوقة" التي تعيش على الريع من أجل بلورة مخرج لاستمرار العنصر على رأس الحزب، حتى ولو اقتضى الأمر أن يصبح الرجل "كذابا".

ألم يسبق للعنصر أن صرح على قناة "ميدي 1 تيفي" حين استضافه برنامج "ساعة للإقناع"، أنه لن يترشح ـ أبدا ـ للأمانة العامة، ليفاجئ الجميع الثلاثاء بإعلان ترشحه.

ما أقدم عليه العنصر يفرغ العملية الديمقراطية من محتواها، وكأنه يريد أن يقول لجميع "مناضلين" ( إذا ما وجدوا): سيروا ... والبقية من عندكم.

و أكثر من هذا كله فإن سي العنصر يسئ لصورة بلد بكامله، و يؤجج الشعور بالغضب لدى الشباب الذي يطمح إلى ممارسة العمل السياسي، بل إن العنصر، بإعلان ترشيحه، يقود هذا الطموح لساحة الإعدام أمام أعين الأشهاد، بل يقتل بذور الأمل في الانخراط في العمل السياسي.

فما معنى أن يستمر العنصر 32 سنة على رأس الحزب، ويقدم في كل مرة نفس المبررات، غير المقنعة تماما، في عرقلة لعملية إعادة الثقة للعمل السياسي النبيل، الذي يحرص على حماية المصلحة العامة من الانتهازية المقيتة لأشخاص تهمهم حماية مصالحهم.

لقد أثلج صدري أن أحد أبنائك السيد العنصر، تواصل معي عبر "الفايسبوك" ليكتب لي: " لقد أعجبني مقالك... أنا أيضا مناضل".

وبالمناسبة تذكرت ما كتبه غابريال غارسيا ماركيز في إحدى رواياته، حين صدح أبناء الديكتاتور يوم وفاته: " مات أبونا فلتحيى الحرية".