رأي

حكومة المغردين والبلاغات الكاذبة...عفوا المكذبة

كفى بريس

عبد العزيز المنيعي

 

لاشيء يبدو جليا وواضحا في حكومة سعد الدين العثماني، اكثر من التغريد والتدوين في منصات التواصل الإجتماعية. فيسوك وتويتر وقد ينضاف إليها  أنستغرام الخاص بالصور وهنا على يتيم أن ينشئ صفحته الخاصة من أجل يوميات عاشق في بارييس.

فالتغريد له أصوله ولم يخلق هكذا من اجل فنجان شاي في بهو الامم المتحدة، واللقاء صدفة من وزير خارجية كوسوفو والتعبير له أن مواقف المغرب التي "لازالت ثابثة تجاه دول البلقان". التغريد لم يخلق لحوادث السير الديبلوماسية في الملفات الكبرى والدقيقة. التغريد خلق من اجل التعبير عن موقف أو وصف حالة أو إبداء رأي شخصي. و لنا في ترامب خير نموذج، فعندما يغرد الرجل فإنه يقول مواقفه ويثير الزوابع و العواصف الكبرى على شخصه لكن شخصية الرئيس تبقى مسؤولة امام الناس في ما يقوله ويصرح به امام ميكروفون البيت الأبيض.

لم أنتبه مطلقا لتغريدة سعد الدين العثماني التي وصلتني على صفحتي، قلت أن الرجل سعيد بتواجه في الامم المتحدة ويشرب فنجان شاي أممي يريد أن يتقاسم مع متابعيه هذه التفاصيل البسيطة. لكن التغريدة تحولت إلى صرخة عندما علق المتخصصون على لقائه بوزير خارجية كوسوفو. والحادث الرهيب والمهول الذي تسبب فيه بمجرد تغريدة عفوية وبسيطة. واذكر الرجل بعفويته وبساطته نصادفه في محطة القطار الرباط المدينة وهو على أهبة الاستعداد لركوب القطار السريع المتجه نحو الدار البيضاء. لكن تلك العفوية والبساطة لا مكان لها في عالم المسؤولية وعالم تويتر والتغريدات السياسية. فالمواقف تسجل على كل من يحمل حقيبة رسمية لدولة ناهيك عن المسؤول الاول على حكومة بكاملها.

الجزء الثاني من التغريد الخارج عن السرب، هي إختلاط التغريد بالتزغريد لدى الوزيرة نزهة الوافي. التي إختلط عليها الحابل بالنابل، وبدل أن تزغرد فرحا بلقائها مسؤولة السياسة الخارجية في الإتحاد الاوروبي، غردت ودموع الفرح تغطي شاشة هاتفها وكتبت انها التقت السيدة الاولى في الإتحاد الأوروبي. وهنا يبدو الفرق جلي وواضح بين التغريد والتزغريد.

اما البلاغات المكذبة التي هي كاذبة، تحيلنا مباشرة على رجل لا علاقة له بالمواطن فهو وزير اولا وقبل كل شيء. كان قد كذب جملة وتفصيلا علاقته الغرامية بشابة مدلكة وكل ذلك في بلاغ رسمي وقعه بإسمه. اليوم وقد سرت صوره الباريسية رفقة شابة في مقتبل العمر في جولة ليلية رومانسية، مثلما تسري النار في الهشيم. لم يعد ذلك البلاغ سوى نقطة إضافية مغمسة في حبر الخطايا السياسية وتضاف لسيرته كوزير طبعا و ليس كمواطن، ولو كان مواطنا لما كان ماكان..