الذئب حلال ... الذئب حرام لكن ترك يتيم يستمتع باللحم أحسن

عبدالعزيز المعداني

لقد انفضوا من حولك يا سي يتيم، ليس لأنك "غليظ" القلب بل لأنك رقيقه. والرقة هنا ليست المطلوبة في الحنو الإنساني و التراحم بين الاحبة و الازواج، بل رقة رومانسية مأخوذة من مهاجع التحريم.

 أنت الان وحدك، تواجه العشق والغرام، وتعيش قصة جديدة ستؤرخ عبر الأجيال. لا لكونك قيسا جديدا هام في الصحراء، أو روميو جديد مات في سبيل عشقه، بل لأنك عاشق غادر كراسي الوعظ والإرشاد إلى كراسي المقاهي و الفنادق، غادر دروب الإيمان إلى شوارع باريس.

أخر الحصون التي كان قبل يومين قد سمى احد المنتمين إليها كل منتقديك "يالكلاب"، تصدر بلاغ وتنفض جلبابها مما علق به من غبار عاصفتك الرومانسية.

حركة الإصلاح والتوحيد تقول بانك أخللت ببعض ضوابط الخطبة وتصرفت بما لا يليق بمقامك.

طبعا الامر فيه نظر خاصة تلك المفردة الصغيرة المختفية في ثنايا الجملة وهي "بعض"، ليبقى الكل في متناول المناطحة و المجابهة والمحاججة. فالرجل عندهم ليس مخلا بكل الضوابط بل ببعضها فقط. كما لو كان محام يدفع بحجة تخفيف الحكم على موكله.

الحقيقة الماثلة امام العادي و البادي، أن يتيم أخل بكل الضوابط، خاصة الضوابط الأخلاقية و الإنسانية بل أخل حتى بالأعراف والتقاليد.

والادهى أنه اخل بماضيه وضربه عرض الحائط. فهو إلى وقت قريب يقف في كل منبر أتيح له من أجل تقريع "الكاسيات العاريات"، وجلد "العشاق" الذين يرتادون المقاهي.

إلى وقت قريب كان أكبر و ألذ أعداء الحداثة بكل تجلياتها، وهو اليوم صار نموذجا للميوعة.

الصراحة أن الإصلاح والتوحيد عليها أن تعتذر عن إستبلادها للرأي العام، وأن تكون واضحة في مقاصدها، وأن تتبى رأيا واضحا وصريحا، وأن تقول لنا أن ما قام به يتيم حلال أو حرام،، فهو ليس بذئب اختلف الفقهاء في أكله ي حلال بين التحليل والتحريم، فخلصوا إلى "الترك احسن".

أنتم فقهاء لكن على المجتمع وليس على أخوتكم، تستترون وتسترون زلاتهم. ونعي جيدا انه لولا الحرج الكبير ولولا أن الكل "عاق" بما اقترف يتيم لما خرجتم بهذه "البعض" تاركين الكل في سهو إلى حين مرور العاصفة.