نظارات "رايبن" وسجارة "مالبرو" لا تصنع وزيرا ... و لا حتى التزلف إلى العثماني

المصطفى كنيت

بالرغم من انتمائه الظاهر ( الرسمي) لحزب الحركة الشعبية، بعد أن قام برحلة طويلة بين الأحزاب من اليمين إلى اليسار إلى  الوسط، فإن الوزير الذي تسلط على  الثقافة والاتصال، من سوء حظهما معا، بدأ يتقرب من حزب العدالة والتنمية ويخدم أجندته، فربما يكون محطة أخرى في رحلة التنقل بين الرموز السياسية، مادام ما يهمه، ليس خدمة الصالح العام بل حماية المصالح الخاصة وإرضاء أمراض الذات.

و لا شك أن الأعرج، التي تعجبه كثيرا نظارات "رايبن"، و سجارة "المالبرو"، وأشياء أخرى، بدأ يستشعر الخطر القادم من "أقرانه" في حزب الحركة، بعد أن استعاد امحند العنصر منصب الأمين العام، وهو الموقع الذي كان الأعرج يحرض على انتزاعه منه، بل أبدى أكثر من مرة طموحه لاحتلاله، قبل أن يدخل إلى الصف، ويصفق على نجاح العنصر، و أأكد هنا نجاح العنصر لا المؤتمر

مؤشرات هذا الغضب، بدأت تظهر من خلال، الصراع الخفي بين الأعرج و رئيس ديوانه في قطاع الاتصال "السيبة"، الذي ظل دائما يشغل هذا المنصب كلما تحمل العنصر حقيبة حكومية، قبل أن "يفرضه" على الأعرج، الذي يرى فيه مجرد "عين" للأمين العام عليه، وهو ما جعله يصطدم معه، لأن لرئيس الديوان نظرته للأمور، المستمدة من رؤية العنصر وتوجيهاته وفهمه للسياسة، وهو فهم يختلف تماما مع "رغبات" شخص تطارده لعنه "الماستر مقابل المال"، وفضائح أخرى.

في ظل هذا السياق، تجند محمد الأعرج للتقرب لحزب العدالة والتنمية، لا لأنه يؤمن بإيديولوجيته، بل لحماية نفسه من أي اقتراح من العنصر لإعفائه، أو إقدام سعد الدين العثماني، من تلقاء نفسه، على هذا القرار في أول تعديل حكومي، في حق وزير راكم الفشل في قطاعي الثقافة والاتصال، وجعلهما "ضيعة" لتوظيف أبناء منطقته، من دون أدنى وازع أخلاقي أو مراعاة للمصلحة العامة.

الأكيد، أن كل هذه المعطيات، بالإضافة إلى حقائق أخرى، ستعجل برحيل الأعرج، لأنه أثبت بالفعل أنه يستحق لقب أسوء وزير في تاريخ الثقافة والاتصال منذ الاستقلال إلى الآن.